برحيل المفكر والكاتب زين العابدين الركابي (الخميس) الماضي، يفقد الوسط الثقافي شخصية مهمة التزمت بالكتابة التأصيلية في الثقافة والتراث مدة أعوام طويلة، وعملت هذه الشخصية في الظل ومن دون انقطاع عن القضايا الوطنية، واعتبر بعض الكتاب السعوديين عبر مواقع التواصل الاجتماعي في «فيسبوك» و«تويتر» أن قلم الركابي كان إضافة كبيرة في عملية التجديد للمفاهيم الإسلامية، بخاصة ما يتعلق بالتراث والسلوك والقيم. يذكر أن الكاتب أستاذ الإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية زين العابدين الركابي واصل كتابة مقالته في صحيفة «الشرق الأوسط» ومجلة «اليمامة» فترة طويلة، تناول فيها يما يماثل مشاريع فكرية وكانت تتعلق أطروحاته بالتراث والثقافة التي تتبع التاريخ الإسلامي، بخاصة فكر السلف ومناهضة الإرهاب، كما اشتغل كثيراً على الشروح الحديثة لنصوص القرآن وقراءة التعاليم الخاصة بمعاملة غير المسلمين، وكيف تطور الفكر الإسلامي في هذا المضمار المهم والحيوي في العصر الحديث. كما تناولت مقالاته مسايرة العصر في كل ما يتعلق بحاجة المجتمع وتجديد القيم التي يرتكز عليها في العملية التنموية داخله، ولم يكن الركابي بعيداً من القضايا العصرية ومناقشتها، فاتحاً الأسئلة حولها ومستشهداً بمقولات المفكرين من نقاد وفلاسفة وحتى سياسيين، مستعيناً بما يقابل تلك الآراء من التراث الإسلامي والفكر العربي عبر العصور. وكان لحضوره في المشهد الثقافي دور مهم في نشر ثقافة التسامح وإعطاء الصورة المثلى للقيم الإسلامية وترسيخ مفهوم الاعتدال مع الآخر. وشغل الركابي في السبعينات من القرن الماضي منصب مدير تحرير مجلة «المجتمع» الكويتية، وصدرت له مؤلفات مختلفة، منها كتاب «الأدمغة المفخخة» عن دار غيناء للنشر.