بالرغم من اتفاق أطراف وتيارات مختلفة على الإعجاب بالتجربة التركية ونتائجها إلا أن هناك اختلافًا في وجهات النظر حول نسبة هذه التجربة إلى أداء إسلامي ذكي تحايل على العلمانية، أم علمانية فرضت نفسها على تيار إسلامي وانتصرت لمبادئها؟ وهل يمكن لمثل هذه التجربة في بيئة إسلامية غير عربية أن تطبق في بيئة عربية مع وجود العوامل الأيدلوجية والتاريخية والتراثية المتشابهة والمختلفة بين البيئتين؟... (الرسالة) استطلعت آراء نخبة من المتخصصين والباحثين حول التجربة التركية في مضامين التحقيق التالي: يرجع زكي الميلاد –المفكر الإسلامي- قدرة المجتمعات الإسلامية على الجمع بين فكري الأصالة والمعاصرة إلى منظومة التجديد في الفكر الإسلامي المتأثرة «بمستويات التقدم والتراجع في الحياة، وبحسب هذه المستويات يتأثر الفكر في منظوراته، وطبيعة حركته واتجاهاته؛ فمنظورات التجديد في ظل الحياة المتقدمة، تختلف قطعًا وبدرجات كبيرة لا يمكن قياسها عن منظوراته في ظل الحياة غير المتقدمة». ويضيف الميلاد أن هذا الاختلاف لا يتجلى في الأبعاد المعرفية والمنهجية لهذه المنظورات فحسب، وإنما أيضًا في الأبعاد التي لها طبيعة نفسية واجتماعية التي ربما تكون معضلاتها أشد قوة وتأثيرًا من تلك المعضلات المعرفية والمنهجية في التعامل مع فكرة تجديد الفكر الإسلامي. ويمثل الميلاد للمعضلات النفسية ببروز حالات عدم الثقة، والإحساس بالضعف، والشعور بالرهبة في الإقدام على عملية التجديد. كما يمثل للمعضلات الاجتماعية بحالات من نوع الخشية من الآخرين، والحذر من مخالفتهم، وتقليد السابقين واتباعهم، والرهبة من النقد، وانعدام الشجاعة في الانفراد بالرأي. ومن هذا المنطلق يؤكد الميلاد «أن منظورات الرؤية إلى التجديد الديني في المجتمعات الإسلامية المتقدمة على غيرها كماليزيا وتركيا، ستكون مختلفة بالتأكيد عن منظورات المجتمعات الإسلامية الأخرى الأقل تقدمًا كالمجتمعات العربية، والسبب هو في طبيعة الحياة المتقدمة التي تفرض منظوراتها على الثقافة والمجتمع. فكلما تقدمت الحياة في المجتمع تقدمت معها منظورات الرؤية، وكلما تراجعت الحياة تراجعت معها منظورات الرؤية». وفي ختام مداخلته يلفت الميلاد النظر إلى أن مهمة التجديد الإسلامي لن تسير بطريقة مستمرة وفاعلة إلا إذا تقدمت الحياة في المجتمعات العربية والإسلامية، وما لم يحصل هذا التقدم فإن مهمة التجديد ستظل متعثرة، أو لن تسير بطريقة مستمرة وفاعلة. التمدين والتديين أما الكاتب الصحافي يوسف أبا الخيل فيشير إلى أن النجاح في الجمع بين الحداثة والأصالة -التي ترمز إلى استصحاب الدين كعلاقة فردانية بين الإنسان وبين خالقه بكل حرية- ليس مقصورًا على البيئة التركية وحدها؛ إذ إن تركيا، وبالذات خلال مسيرة حكم حزب العدالة والتنمية، استصحبت نموذجًا عالميًا مجربًا ومأخوذًا به في العديد من دول العالم المتقدم، وهو أحد أهم ثمرات عصر الأنوار الأوروبي، الذي جمع بين ما يمكن أن يطلق عليه «تمدين»-من مدنية- الحياة العامة وشؤون الحكم والسياسة، و»تديين» الحياة الخاصة (الفردية). ويدلل على ذلك «بالنظر إلى زعماء حزب العدالة والتنمية من زواياهم الشخصية حيث نجدهم متدينين إلى حد تلتزم فيه زوجاتهم بالحجاب الإسلامي، لكنهم ما إن تطأ أقدامهم مباني ومقرات الحكومة حتى يباشروا أعمالهم وفق مسؤوليات وقوانين مدنية بحتة، لا مجال فيها لاستصحاب مفردات دينية من أي نوع كانت. ولا مجال هناك أمام أي حزب أو فرد، مهما كان حجمه أو مسؤوليته، إلا أن يعمل وفق هذا الإطار، وإلا بقي خارج إجماع الأمة التركية التي ينص دستورها على «مدنية» نظام الحكم. هذا يعني أن حزب العدالة والتنمية حزب متدين على المستوى الشخصي، متعلمن على المستوى العام، ولا يستطيع إلا أن يكون كذلك. ليس حزبًا إسلاميًا ويؤكد أبا الخيل أن مثل هذا الوضع موجود في أوروبا وفي أمريكا الشمالية، وفي بقية بلدان العالم الأخرى التي أخذت بالنموذج الغربي حيث تجد في هذه البلدان أن الرئيس أو رئيس الوزراء أو الوزراء متدينون يزورن الكنيسة (بالنسبة للمجتمعات المسيحية) لحضور القداس وتأدية الطقوس الكنسية، لكنهم عندما يدخلون مقار الحكومات يصبحون مدنيين أو إن شئت فقل: علمانيين. ويرى أبا الخيل أن هناك وهمًا لدى بعض الناس يجعلهم يظنون أن حزب العدالة والتنمية حزب إسلامي على طريقة الأحزاب الإسلامية في الدول العربية. كما أن هناك جهلًا أو تجاهلًا للفرق بين السياق السياسي الذي يمارس فيه حزب العدالة والتنمية فاعلياته السياسية وبين السياقات السياسية التي تمارس فيها الأحزاب الإسلامية عربية أو غير عربية نشاطاتها حيث إن حزب العدالة والتنمية يمارس السياسة في بيئة علمانية صريحة، وبالتالي فهو من هذه الناحية حزب علماني بحت. مخاطبة العصر ومن وجهة نظر الكاتب التركي محمد زاهد جول فإن نجاح العدالة والتنمية يستند على مبدأ أساسي قوامه الاعتقاد بأن تركيا اليوم تدخل في عملية تحول تاريخي تتشكل من خلاله كدولة حرةٍ مدنية وديمقراطية. ولتحقيق هذه الرؤية شرعت بالانفتاح الداخلي مع كافة القوميات العرقية والاثنية التركية على أساس مبدأ المواطنة في الحقوق والواجبات، وقبول التعددية الحزبية السياسية، ولتحقيق ذلك عمليًا قام حزب العدالة والتنمية بتعديل (26) مادة دستورية عام 2009، تتضمن الاعتراف بالقوميات التركية التي لها لغتها الخاصة، بل إنها تحاورت مع أشد الشخصيات الكردية تطرفًا مثل عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل في السجون التركية، وبذلك دشنت تركيا أحد أعمدة المصالحة مع ذاتها داخليًا أولًا. كما أنها جعلت المواطن العادي في الشارع التركي يشعر بوجود تغيير في مجريات حياته اليومية والمعيشية في دخله وراتبه وعمله ومواصلاته وعلاجه وعلاج أسرته وأطفاله بعدالة ومساواة وتنمية للجميع. الجانب الثقافي أما في الجانب الثقافي العملي فيشير جول إلى أن العدالة والتنمية استطاع أن يقدم للشعب التركي صورة معتدلة لحركة لا تدعي أنها حزب إسلامي بحكم أن الدستور التركي الحالي لا يسمح لأحزاب دينية بالعمل في الساحة السياسية، وينص صراحة بأن الدولة التركية دولة علمانية، فتحرك في إطار الدستور لكنه في الوقت ذاته لم يجعلها علمانية دستورية معادية للدين وإنما في نطاق مؤسسات الدولة الرسمية دون أن تقحم نفسها في الحريات العامة ولا الحريات الشخصية، كما أنها حالت دون فرض علمانية اجتماعية مستوردة من أوروبا أو أمريكا، لأن الشعب التركي شعب مسلم، ولأن شروعها في الخروج من العلمانية التقليدية وتقديم نموذجها وتفسيرها لمفهوم الحداثة هو الذي رفع مكانتها أمام أوروبا والعالم، فالعالم أدرك أن الشعب التركي لم يصوت وينتخب حزب العدالة والتنمية لأشخاصه، وإنما لما قدموه من رؤى ثقافية وفكرية وبعث لهوية إسلامية عصرية وحداثية في الهوية العامة للدولة، وفي القضايا التي ينبغي للدولة أن تحترمها لأنها قضايا الشعب نفسه ومشاعره وأحاسيسه ونبضه، دون أن يتبنى حزب العدالة والتنمية أي مشروع تقليدي أو تراثي يخاطب العواطف ولا يخاطب العصر ولا العقول. ودون أن يتبنى رؤية ضيقة لمفهوم العلمانية والدين. قدرة الحزب ويؤكد الكاتب التركي جول أن نجاح التجربة عائد إلى قدرة حزب العدالة والتنمية على إحداث تقدم اجتماعي واقتصادي وسياسي داخلي وخارجي وهو في سدة السلطة السياسية الديمقراطية، بالإضافة إلى ما يوصف به الحزب إعلاميًا من كونه حزبًا إسلاميّا، أو حزبًا ذا مرجعية دينية في أصوله وجذوره، أو كون أعضاءه بصفتهم الفردية أناسًا متدينين. كما أن للشباب دور في التجربة التركية كما يقول جول فقد استطاع حزب العدالة والتنمية مخاطبة قطاع الشباب من خلال برامجه الثقافية ولقاءاته الجماهيرية بما يفكر فيه ويخطط له ويرغب أن تكون عليه دولته. ولا يستبعد جول الاستفادة من التجربة التركية في البيئة العربية بعد دراستها والنظر إلى مكامن قوتها خاصة أنها كسبت قلوب الناس وعقولهم معًا، لأنها تمثل التجربة الأقرب إلى المواطن العربي الباحث عن الدولة المدنية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة، كما أن التجربة التركية الديمقراطية هي تجربة إسلامية من حيث إن غالبية السكان من المسلمين، ومن حيث التاريخ الفكري والتراث المشترك بين الأتراك والعرب، ومن حيث التشابه بين الشعبين في التوق إلى الحرية. وأكد جول أن الحاجة ملحة في العالم العربي للاستفادة من عناصر قوة التجربة التركية ومكامن جاذبيتها، وعدم الوقوع في نقائصها، مع أهمية العمل على إبداع فكر إسلامي ديمقراطي جديد، وتطبيقٍ ناجحٍ، يحقق للناس مطالبهم وحاجاتهم المادية والمعنوية وفق منظور المقاصدية الشرعية. ويتفق محمد زاهد جول مع الكاتب أبا الخيل في أن التجربة التركية قد استفادت من التجربة الأوروبية الحديثة، وبالأخص في العقود الأولى لقيام الجمهورية في عقد العشرينات من القرن الماضي، لكنه استدرك أنها كانت استفادة جافة وصلبة وجامدة في التعامل مع الشعب وتراثه عندما كانت تحاكي الثورات الأوروبية بصرامة وتعصب وتعسف، وكانت تبعًا لها بالشكل دون المضمون، وتنكرت لهويتها الذاتية وانتماءها الثقافي والديني والجغرافي، بينما هي اليوم أكثر قوةً وتأثيرًا، فهي تمتلك رؤيتها الخاصة لقيم التحرر والديمقراطية، وهي تتمسك بهويتها الوطنية والقومية والشرق أوسطية والدينية في نفس الوقت. ليست نموذجًا إسلاميًا وفي نظر د.مختار الغوث الأستاذ في جامعة الملك عبدالعزيز -والذي ألف كتابًا حول التجربة التركية- أن نجاح التجربة التركية يعود إلى ما يتعلق بثلاثة عوامل: الأول يتعلق بثقافات الشعوب، والثاني يتعلق بالحركات والتيارات الإسلامية، والثالث بالأنظمة السياسية. ويفصل الغوث ذلك بقوله: «إن ثقافة الشعوب العربية أقرب من ثقافة الترك إلى قلة الفاعلية، أما الترك فأقوى شكيمةً، وأشدُّ بأسًا، ولم يخضعوا في تاريخهم لاستعمار يكسر شوكتهم أو يذلهم»، يضاف إلى هذا وجود الطرق الصوفية المنتشرة بين الشعب التركي التي كانت حاملة لواء الإسلام في تركيا، منذ سقطت السلطنة العثمانية. ولم تكن هذه الطرق كنظيراتها العربية، تقتصر على التربية الفردية، وصرف مريديها عن الدنيا، وإنما كانت منظمات مدنية ضخمة لها إمبراطورياتها المالية والإعلامية والثقافية وأنشطتها الاجتماعية التي هي جزء من عملها الديني. وكان شيوخها يؤثِّرون في تابعيهم أكثر من تأثير الحكومة. أسباب التخلف وفيما يخص عامل التيارات الإسلامية فيقول الغوث إن التيار الإسلامي في تركيا «تقوده حركة عملية واعية مؤلفة من التكنوقراط المتميزين القادرين على الدخول في الحياة العصرية من غير مشقة، استغلت الشعور الإسلامي وتأييد المتدينين، ونقمتهم على النظام السياسي القائم على أنقاض الإسلام في تركيا، فأثبتت بخبرتها المتخصصة، وإنجازاتها الرائعة بالإضافة إلى تدينها واستقامتها ونزاهتها أنها تصلح لأن تكون بديلًا من النظام القائم حين تجمع بين الحداثة والتنمية والرفاه المادي، مع المحافظة على الدين والأصالة والخصوصية التاريخية والثقافية التركية. بخلاف التيارات الإسلامية في العالم العربي التي يقودها وعلى حسب وصف الغوث «وعاظ تنقصهم الثقافة الواسعة، والنضج الفكري، والوعي بالواقع، ومعرفة أسباب تخلف الأمة الإسلامية الحقيقية»، كما تتحكم فيهم عواطف جياشة تحسن التعبئة والتحميس أكثر مما تحسن التثقيف والتنوير والتخطيط. لذلك هي تعد ضعف التدين سبب التخلف، وترى التلازم بين الاستقامة السلوكية والنهوض المادي؛ فاشتغلت بالوعظ، واستتباع المنتمين بطريقة عسكرية صارمة. ويشير الغوث إلى عامل يرى أن له بالغ الأثر في وصول مشروع حزب العدالة والتنمية إلى الشعب التركي وهو عامل السرية والعلنية حيث عمل حزب العدالة في شكل معلن بالمطلق مما جعل خطابه في متناول الشعب بأكمله، بل وشاهدًا على جهادها ونضالها للنخبة العسكرية والعلمانية المتسلطة، فكان تعاطف الشعب معها أقوى حتى الذين يخالفونها في المعتقدات. وكان دخولها مجال السياسة من عوامل تثقيف الشعب، وإشراكه في قضيتها التي هي قضيته، بخلاف مثيلاتها من التيارات الإسلامية في العالم العربي التي عملت في السر ما جعلها مقصورة على فئة محدودة كمًّا وكيفًا، فإن خرجت عن ذلك لم تتجاوز الأعمال الخيرية والوعظ اللذين يقربانها من عواطف المتدينين. الحكم المؤسسي أما العامل الثالث في وجهة نظر الأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز فهو يعود إلى النظام السياسي، فإن النظام السياسي في تركيا يختلف عن الأنظمة السياسية العربية الذي يتميز بالحكم المؤسسي والمصداقية، حتى لو كان بيد نخبة من الجيش؛ فالجيش في تركيا يحكم من حيث هو مؤسسة، واستبداد المؤسسة أيسر من استبداد الفرد كما يصف الغوث؛ لأن كثرة العقول وتباينها وخضوعها للشورى تجعل القرار أمثل من قرار الفرد الذي قد تتحكم فيه المزاجية، ويداخله من التأله ما يداخل من يطول حكمه. ويضيف الغوث بأن الجيش في تركيا يُختار له الشباب المتفوق في دراسته، ويتلقى تعليمًا متميزًا في العلوم التطبيقية، ويدرس السياسة دراسة متعمقة، في مراحل التعليم كلها. ومن المتوقع أن يكون استبداد المتعلم لو استبد أمثل من استبداد غير المتعلم. بكس..................... الركابي: «العالم لا يتقدم إلا بالإسلام» ليست صحيحة على إطلاقها ..ولكن د.زين العابدين الركابي الباحث في الشؤون الإسلامية لا يرى أن نجاح التجربة التركية سببه جمعها بين قيم الأصالة وبين التدابير الاقتصادية التي انتهجها الحزب الحاكم، وإنما هي مسببة بالتخطيط العلمي الجيد. ويذهب الركابي إلى أبعد من ذلك حين يقول صراحة: «إن من الغلو تصوير تجربة حزب العدالة والتنمية في صورة النموذج الإسلامي المثالي؛ وذلك لأن قادة تركيا أقسموا على الولاء والوفاء للدستور العلماني الذي وضعه أتاتورك، وهو بالتوكيد ليس قيمة إسلامية، كما أنه ليس في برنامج حزب العدالة في مراحله كافة أي اتجاه أو دعوة لتطبيق الشريعة الذي هو شرط رئيس من شروط تطبيق الإسلام كما ينبغي». ويعزو الركابي النجاح التركي إلى ما يسميه «النجاح الإنساني العام» الذي يتعلق بالسنن الكونية العامة المتاحة للبشر أجمعين بغض النظر عن أديانهم وإيمانهم أو إلحادهم، وليس إلى النجاح الإسلامي الخاص. ويشرح ذلك فيقول: «أيما قوم باشروا السنن الكونية بعلم ومعرفة وعمل وكدح حصلوا على ثمار ذلك نهوضًا وتقدمًا ونجاحًا في الإدارة والاقتصاد وغيرهما»، ويمثل لذلك بتجربة دولة كوريا الجنوبية التي حققت معدلات اقتصادية مذهلة وفق تلك السنن الكونية العامة وليس لأنها وحدت الله والتزمت منهج الكتاب والسنة. لذلك يرى الركابي أن مقولة «العالم لا يتقدم إلا بالإسلام» ليست صحيحة على إطلاقها لأن الواقع يقول: «إن العالم يتقدم -في الكونيات- وهو غير مسلم» ذلك أن هذا النوع من التقدم متعلق بصفات الربوبية التي للناس جميعًا منها حظوظ من حيث إن الله هو «رب العالمين» جميعًا. ويضيف د.زين العابدين أن تلك العبارة تصح إذا قيدت على نحو: «إن العالم لن يتقدم في مجال العقيدة والإيمان والعبادة إلا بالإسلام». وعلى رغم تقديره لأماني الشعوب الإسلامية في رؤية تجارب ناجحة لكنه يؤكد على ربط هذه الأماني بالنظرة العلمية المنهجية الصحيحة. ويثمن الركابي جهود العدالة التركي وكفاحها في سبيل قيم الأصالة وإزالة الوحشة والغربة عن الإسلام والتمكين للتدين الشخصي من الممارسة والمعالنة، وتهيئتها مناخًا ممتازًا لانتشار الثقافة الإسلامية كما هيأت التجربة مناخًا جيدًا لإحياء الروابط الاستراتيجية والحضارية بين تركيا وبين محيطها الإسلامي.