قلّل الرئيس السوداني عمر البشير، من دعوات ناشطين إلى عصيان مدني في 19 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، مؤكداً أن الحكومة لن تسقط ب»الواتساب والكيبورد. ولن أسلم الحكم لهم». وهدّد بمواجهة معارضيه في الشارع بدلاً من التخفّي وراء مواقع التواصل الاجتماعي. وقال البشير أمام حشد من أنصاره في مدينة كسلا المتاخمة للحدود الأريترية في شرق السودان: «سمعنا خلال الأيام الماضية من ناس يتخفون خلف الكيبورد، دعوة إلى إسقاط هذا النظام». وأضاف: «نريد أن نقول لهم إذا أردتم إسقاط النظام واجهونا مباشرةً في الشارع، لكني أتحداكم أن تأتوا إلى الشارع. نعلم أنكم لن تأتوا لأنكم تعلمون ما حدث في السابق»، مؤكداً أن «هذا النظام لا يمكن إسقاطه بواسطة «الكيبوردات والواتساب والفايسبوك». ونفى البشير أن يكون هرب بعد نجاح العصيان المدني في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والذي تزامن مع زيارته الإمارات التي استمرت نحو أسبوع. وأضاف: «لما أطلقوا دعوتهم للعصيان أخيراً، وأنا كنت في الخارج بمهمة رسمية، قالوا الرئيس هرب»، مشيراً إلى أنه يمثل من موقعه «عزة السودانيين وكرامتهم». وشدّد البشير على أنه لن يتنازل عن الحكم، وزاد: «الأرض التي رويناها بدماء الشهداء لن نبيعها بالدولارات ولن نسلمها لناس الكيبورد والواتساب». ومضى الرئيس السوداني في انتقاد المعارضين الرافضين الحوار مع حزبه بالقول: «الشعب لن ينتظر عملاء وخونة يريدون بيع السودان بدولارات». وأوضح أنه عندما طلب تأشيرة الدخول إلى الولاياتالمتحدة لم يكن يمزح، في إشارة إلى تحدّيه محكمة الجنايات الدولية. وأردف: «أنا جاهز للسفر إلى نيويورك اليوم إذا منحتني الولاياتالمتحدة تأشيرة لدخول أراضيها». إلى ذلك، أكدت الخارجية السودانية أنها لن ترضخ للحركات المسلّحة في المفاوضات، «فهناك حديث آخر وخيارات أخرى» لتحقيق السلام بجنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية كمال اسماعيل، أن أياماً قلائل باقية على المهلة التي منحها البشير للحركات المسلحة لبدء التفاوض حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الأرزق ودارفور، موضحاً أن «أبواب السلام ما زالت مفتوحة متى ما أرادت الحركات التفاوض من أجل تحقيق السلام». وجدّد التزام حكومته بتنفيذ التزاماتها كافة، واستعدادها للتفاوض من أجل الأمن والاستقرار بحال تراجع الحركات عن مواقفها المتعنّتة، وذلك قبل نهاية العام. وانهارت جولة التفاوض حول المنطقتين، بسبب تباعد المواقف بين أطراف التفاوض في ملف المساعدات الإنسانية، حيث تمسكت الحكومة بإغاثة المتضررين في المنطقتين عبر مسارات داخلية، بينما طالبت «الحركة الشعبية - الشمال» بأن تأتي 20 في المئة من المعونات عبر منطقة أصوصا الإثيوبية. وكشف مساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود، أن الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي سيصل إلى الخرطوم في 20 كانون الأول الجاري، للتشاور مع مسؤولي الحكومة حول المفاوضات مع الحركات المسلحة. وتوقع محمود أن تكون الأجواء خلال زيارة مبيكي مهيأة للتوصل إلى تفاهمات تنتهي بتوقيع اتفاق لوقف العدائيات بين الحكومة والحركات المسلّحة، حال التخلّي عن الشروط المسبقة. وأضاف: «الكل حالياً مع وقف الحرب، المجتمع الإقليمي والمجتمع الدولي، وحتى السودانيون يئسوا من الحرب».