بعد أقل من 24 ساعة على دعوة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل إلى فصل مساري تأليف الحكومة وقانون الانتخاب، وغداة تشكيل التيار لجنة لزيارة المرجعيات الوطنية والكتل النيابية، بدأ وفد من نواب «تكتل التغيير والإصلاح» جولة أمس على مختلف القيادات السياسية للبحث في صيغة انتخابية تقوم على النسبية. وعلمت «الحياة» من مصادر التكتل، أن الوفد طلب موعداً للقاء رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، وان الموعد حدد غداً الأربعاء. والتقى النائب محمد الصفدي وفداً من التكتل ضمّ النواب نعمة الله أبي نصر، آلان عون، غسان مخيبر وزياد أسود. وناقش المجتمعون الصيغ المطروحة لقانون الانتخاب ومن بينها اقتراح قانون كان التكتل الطرابلسي قد تقدّم به عام 2004، وأكد المجتمعون أن «النظام الأكثري المعتمد منذ تأسيس الدولة، يشوّه التمثيل ويعطّل الدور الرقابي للمجلس النيابي على الحكومة». بعد الاجتماع، اعتبر النائب عون باسم الوفد أن «هذه زيارة أساسية ومهمة لأننا نلتقي مع قطب أساسي على الساحة اللبنانية ومن الطائفة السنّية لنتشارك في اقتراح قانون على أساس النسبية، فالوزير الصفدي كان سباقاً في تقديم اقتراح بهذا المعنى مع النائبين محمد كبارة والمرحوم موريس فاضل، ما يعني أن النسبية لا تستهدف أي منطقة أو طائفة أو طرف بل هي ضمانة للتنوّع والتعدّدية، فالصفدي وكبارة رمزان لطرابلس وللطائفة السنّية، ما يسقط الذرائع المستخدمة لانتقاد النسبية واعتبارها مصدر تهديد لفريق معيّن. ونحن متفائلون ببناء أرضية واسعة تدعم النسبية». ورد الصفدي مؤكداً «أننا نلتقي على عنوان أساسي هو الإصلاح، ولن يكون في لبنان أي إصلاح من دون اعتماد النسبية في قانون الانتخابات». واعتبر أن «من سوء الحظ أن سياسيين كثيرين يرفضون ذلك، وأنا أقول لهم إن قانون النسبية وإن لم يناسبكم فهو يناسب الشعب اللبناني بمكوّناته وتنوّعه ويناسب الديموقراطية التي نتحدث عنها دائماً، وعليه، أدعو الجميع إلى اعتماد النسبية رأفة بمستقبل لبنان واللبنانيين وبعيداً من محادل قانون الستين». أما أبي نصر فلفت إلى أن «سواء اعتمدنا النسبي أم الأكثري أم المختلط، هناك لبنانيون خارج لبنان يجب أن نشركهم في الحياة السياسية لينتخبوا، سواء انتخبوا نواب مناطقهم أم رشحوا من قبلهم نواباً يمثلونهم في المجلس، لأن الاغتراب مكوّن أساسي وفاعل ويجب أن نشركه بطريقة ما في الحياة السياسية اللبنانية». وبعد ذلك، التقى الوفد للغاية نفسها كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية، وقال عون بعد الزيارة إن البحث تركز على «قانون الانتخاب وخريطة طريق للوصول إلى قانون انتخابات عصري قائم على النسبية التي نحن وكتلة الوفاء متفقون عليها بكل تفاصيلها، وهذا القانون هو الأفضل من أجل الحفاظ على تعددية المجتمع اللبناني سياسياً وطائفياً وفي كل الاعتبارات. كما أنه القانون الأكثر انعكاساً لصحة تمثيل الشعب، والقانون الذي نطمح له لإصلاح سياسي وانتخابي». وأكد «أننا وحزب الله كفريق واحد نتفاوض حول هذا الموضوع ونتشارك في الأفكار لكيفية إنضاج ظرف يسمح بتغير قانون الانتخاب. وسنستكمل اللقاءات في محاولة لإحداث خرق في هذا الجدار المقفل منذ سنوات على رغم كل الجهود التي تبذلها اللجان النيابية المختصة». وأوضح عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» علي فياض الذي حضر اللقاء إلى جانب الوزير حسين الحاج حسن والنواب: محمد رعد، علي عمار ونوار الساحلي «أننا والتيار متفقون على أن الخيار الأمثل هو قانون النسبية الكاملة، والمهل بدأت بالنفاد، وإذا كان الجميع يجمع على أن قانون الستين غير ملائم والتمديد غير وارد، فعلينا أن نستجيب لمقتضيات التركيبة اللبنانية من حيث عدالة التمثيل وصحته والمصالح العليا وما يريده المجتمع اللبناني بأكثرية قواه، لذلك نقول انصتوا إلى ما يريده المجتمع اللبناني». والتقى وفت التيار رئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان، واختتم نشاطه عصراً بزيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وسيتابع وفد التكتل جولته اليوم على القيادات اللبنانية بلقاء الرئيس المكلف سعد الحريري، وستشمل الجولة التي ستستمر حتى غد رئيس المجلس النيابي نبيه بري وبقية الأفرقاء.