انتقلت المواجهات الدموية في جنوب السودان إلى شمال البلاد، إذ سقط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح في قصف شنه متمردون تابعون لنائب الرئيس المقال رياك مشار، على مدينة الرنك التي يقطنها أكثر من 400 ألفاً. وقال محافظ مقاطعة الرنك، كور شواي: «إن متمردي مشار قصفوا المدينة، من مواقع تمركزهم في ضواحيها الغربية وتحديداً في منطقة ود أكونة، ما أسفر عن سقوط ضحايا بالعشرات، ونزوح عشرات الآلاف من السكان إلى مناطق مجاورة»، مشيراً إلى أن الهدف من القصف هو «إثارة حال من الهلع وترويع المواطنين». وأعلنت منظمات في المنطقة أن بعض النازحين توجه إلى الحدود السودانية القريبة، خصوصاً أن مدينة الرنك من أقرب مدن الجنوب إلى السودان. وقال وزير الدفاع في جنوب السودان كوال ميانق إن مصير السودانيين العاملين في تأهيل وصيانة حقول بانتيو (عاصمة ولاية الوحدة النفطية) مجهول، مشيراً إلى استمرار المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين. وحذر ميانق في تصريح أمس، المتمردين وخصوصاً ميلشيا «الجيش الأبيض» العرقية الموالية لمشار، من مغبة تدمير المنشآت النفطية في بانتيو، وتعهد باسترداد المدينة خلال أيام. وأضاف الوزير: «لا تزال المعلومات متضاربة حول مصير العاملين في قطاع النفط، ونجري اتصالات» في هذا الشأن. ونقلت تقارير عن قيادة الجيش في جنوب السودان أنها «فقدت الاتصال» مع قادته الذين يقاتلون المتمردين في ولاية الوحدة. وأوضح مصدر مسؤول في وزارة النفط في جنوب السودان ل «الحياة» أن موجة المعارك في ولاية الوحدة المنتجة للنفط ستؤخر استئناف الإنتاج في المنطقة. وقال: «إن المتمردين ألحقوا أضراراً بمصفاة في منطقة ثارجات، وتسببوا في إصابة ثلاثة عمال روس هناك. وأردف: «يتعين أن تكون الحقول آمنة تماماً من أجل استئناف الإنتاج»، لافتاً إلى أن الإنتاج بحقول ولاية أعالي النيل، انخفض إلى 159 ألف برميل هذا الأسبوع. في المقابل، اتهم مشار، القوات الحكومية الموالية لخصمه الرئيس سلفاكير ميارديت، بالهجوم على قاعدة للأمم المتحدة في ولاية جونقلي، كما ورد في بيان صادر عن الناطق باسم المعارضة الجنرال لول كوانغ. وأشار البيان إلى أن القوات الحكومية هاجمت مخيم النازحين في بور واجتاحته، وفتحت النار في شكل عشوائي مكثف ومتواصل على المدنيين، ما أسفر عن مقتل 200 شخص معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة 300 آخرين كما أشار البيان. من جهة أخرى، كشف الفريق محمد أحمد الدابي، عضو فريق مراقبي منظمة «إيغاد» لدول شرق أفريقيا، أن المفاوضات بين حكومة جنوب السودان وفريق مشار، ستبدأ خلال أسبوع. وقال: «إن ما يحدث الآن من اعتداءات هو خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الطرفين». وأشار الدابي إلى أن مراقبي «إيغاد» انتشروا في غالبية النقاط التي حددتها الوساطة الشرق أفريقية، ويقومون بمهماتهم على أكمل وجه، موضحاً أن قوات حماية المراقبين سيتم نشرها خلال نهاية الشهر الجاري. وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ماريام ديسالين، اكتمال الاستعدادات لإرسال قوات من دول شرق أفريقية إلى جنوب السودان نهاية الشهر الجاري، بعدما طلب سلفاكير تسريع نشر هذه القوات قبل سحب القوات الأوغندية.