دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد أمس، خلال افتتاحه جلسة مجلس الأمة (البرلمان) في دورته الجديدة، أعضاء المجلس إلى أن يضعوا «نصب أعينهم مصلحة الكويت وجعلها المعيار الأول لكل ما يصدر عنهم بمعزل من الاعتبارات الشخصية والعائلية والفئوية والطائفية والقبلية والطبقية». وأكد ضرورة «تحمل المواطنين مسؤولياتهم في رفض دعوات الفتنة البغيضة، وشق الصف، والتعاون لحفظ أمن الوطن واستقراره»، معتبراً أنه «آن الأوان للانتقال إلى مرحلة جديدة من التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، ترتقي إلى مستويات التحديات على مختلف الصعد، وتجسد وحدة الهدف والمصير بين الأشقاء، وتعزز تلاحمهم في ما يحقق التنمية الشاملة لشعوب الدول، ويحفظ أمنها واستقرارها». وتطرق الشيخ صباح في كلمته إلى الأخطار التي تواجه بلاده، وقال: «أشرت مراراً ومن على هذا المنبر إلى الأخطار المحدقة بنا من كل جانب، كما نبهت مراراً إلى ضخامة التحديات التي تعترض مسيرتنا، وتعرقل سعينا الدائم لحماية أمن الوطن واستقراره، وإسعاد المواطنين، وحفظ كرامتهم، وضمان مستقبل كريم لهم ولأجيالهم القادمة». وأضاف: «إنه لمن بواعث القلق الشديد أن هذه الأخطار قد تصاعدت، وهذه التحديات قد تزايدت، فالإرهاب الهمجي عرف طريقه إلى ديرتنا الوادعة المسالمة الآمنة، مستهدفاً إشعال نار الفتنة، وشق الصف، والنيل من وحدتنا الوطنية»، مثنياً على جهود رجال الأمن في الحد من وقوع مزيد من الجرائم الإرهابية. وأكد أن التحدي الثاني هو «الانخفاض الهائل في إيرادات الدولة جراء انهيار أسعار النفط في العالم، ما أوقع عجزاً كبيراً في الموازنة العامة للدولة، لا مفر من المبادرة إلى اتخاذ إجراءات فعالة لمعالجته، والتخفيف من آثاره، وإنني على ثقة بأن مجلسكم الموقر، وإخواني وأبنائي المواطنين جميعاً، تدركون أن خيار خفض الإنفاق العام أصبح أمراً حتمياً من خلال تدابير مدروسة لإصلاح الخلل في الموازنة العامة، ووقف الهدر، واستنزاف مواردنا الوطنية». وأعرب عن قلقه من الأخطار التي تواجهها المنطقة، «هناك تطورات مفاجئة قد لا تخطر على بال، وما يجري حالياً من تشريد وتهجير الملايين، وبعد اتساع مخططات العبث والتخريب، وتنوع أدواته، وتعدد أطرافه، وانغماس قوى كبرى في هذه المعمعة، لذلك ينبغي التزام الأولويات، وتقديم الأهم على المهم، ويجب أن يدرك الجميع أن هذا ليس وقت الترف السياسي أو التكسب على حساب مصلحة الكويت العليا». وتابع: «قد آن الأوان للانتقال إلى مرحلة جديدة من التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، ترتقي إلى مستوى التحديات على مختلف الأصعدة، وتجسد وحدة الهدف والمصير بين الأشقاء، وتعزز تلاحمهم فيما يحقق التنمية الشاملة لشعوب هذه الدول، ويحفظ سيادتها وأمنها واستقرارها». وانتُخب خلال الجلسة أمس، مرزوق الغانم رئيساً للبرلمان، وعيسى الكندري نائباً له، وقال الغانم: «يدي ممدودة للجميع، ومن الضروري طي صفحة الماضي، والبدء بصفحة جديدة من أجل مصلحة الكويت»، مضيفاً «من أجل الكويت يجب أن نتسامى على خلافاتنا وجروحنا السابقة».