دفعت غارات روسية «هيستيرية» تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الى الانسحاب من مدينة تدمر الأثرية في ريف حمص اليوم (الأحد) بعد ساعات من سيطرته عليها، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وإثر سلسلة هجمات بدأت الخميس، دخل «داعش» مساء أمس (السبت) بعد ثمانية أشهر على طرده منها، وتمكن خلال الليل من السيطرة على المدينة. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن «أرغمت الغارات الروسية الكثيفة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على الانسحاب من مدينة تدمر الأثرية»، واصفاً القصف الجوي ب«الهستيري»، ومشيراً إلى أنه أوقع عدداً كبيراً من القتلى في صفوف المتطرفين، من دون أن يتمكن من تحديد الحصيلة. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية ان الجيش السوري صد جميع هجمات متطرفي «داعش» على تدمر خلال الليل بدعم من ضربات جوية روسية، مضيفةً أن طائراتها نفذت 64 ضربة خلال العملية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 300 متطرف. وأوضح عبد الرحمن ان «قوات النظام أرسلت تعزيزات عسكرية خلال الليل الى تدمر»، لافتاً إلى أن «الغارات الجوية مستمرة ضد مواقع المتطرفين الذين انسحبوا الى محيط المدينة». وفي ما يتعلّق بآخر التطورات في حلب، أفاد المرصد بأن «أكثر من 10 آلاف مدني فرّوا منذ منتصف ليلة أمس من الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب باتجاه تلك التي تسيطر عليها قوات النظام نتيجة المعارك المستمرة والقصف العنيف». وكانت الأممالمتحدة أعربت الجمعة عن قلقها ازاء معلومات حول فقد المئات من الرجال بعد هروبهم من شرق حلب الى مناطق خاضعة لسيطرة النظام، وكذلك منع آخرين من الفرار من مناطق المعارضة. وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا أمس «نتابع بقلق المراحل الأخيرة لما سيُعرف في التاريخ بمعركة حلب»، مؤكداً أن «الأولوية هي إجلاء المدنيين». وتتواصل الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة والفصائل المعارضة من جهة ثانية على محاور عدة في جنوب شرقي حلب، وسط قصف متجدد لقوات النظام على الأحياء الأخيرة التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة، وفق المرصد.