أعلن الجيش السوري وقفاً لإطلاق النار في عدة مناطق حول دمشق وفي محافظة إدلب الواقعة شمال غرب البلاد اعتبارا من مساء الجمعة لكنه لم يحدد فترة الهدنة. ولم يصدر تعليق فوري من مقاتلي المعارضة على إعلان الهدنة. والمناطق المعنية تشمل مدينة مضايا التي تحاصرها القوات الحكومية قرب دمشق وكفريا والفوعة في إدلب اللتين تحاصرهما قوات المعارضة. فيما واصل الجيش السوري أمس هجومه في حلب بمعارك برية وضربات جوية في عملية لاستعادة السيطرة على كامل الجزء الشرقي المحاصر الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة. وقال مصدر عسكري سوري إن تقدم القوات يسير وفقا للخطة وفي بعض الأحيان أسرع من المتوقع. وأضاف أن الجيش السوري وحلفاءه استعادوا السيطرة على 32 من أصل 40 حيا في شرق حلب بما يمثل نحو 85 بالمئة من المنطقة. من جانبه ذكر المرصد السوري لحقوق الإِنسان إن الهجمات الصاروخية الحكومية استمرت خلال ليل أمس الأول وحتى صباح أمس في مناطق القتال بشرق حلب. وقال مقاتل يحارب مع جماعة نور الدين الزنكي المعارضة على إحدى جبهات القتال في شرق حلب «هناك غارات جوية على أحياء المدينة بقنابل حارقة شديدة التفجير وبراميل متفجرة وقصف مدفعي.» وفي خارج حلب قال المرصد السوري لحقوق الإِنسان إن تنظيم داعش سيطر على المزيد من الأراضي قرب مدينة تدمر الأثرية الجمعة في اشتباكات عنيفة مع القوات السورية لليوم الثاني على التوالي. وقال مقاتلون من المعارضة تدعمهم تركيا إنهم شنوا هجوما على مدينة الباب الخاضعة لسيطرة داعش في شمال سوريا اليوم الجمعة وضربت الطائرات التركية عشرات الأهداف التابعة للمتشددين دعما للهجوم. سياسياً صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 122 صوتا مقابل 13 الجمعة لصالح المطالبة بوقف فوري للأعمال القتالية في سوريا والسماح بوصول المساعدات وإنهاء حصار جميع المناطق ومنها حلب. وامتنعت 36 دولة عن التصويت على القرار الذي صاغته كندا. وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ليست ملزمة لكن لها ثقل سياسي. وقال دبلوماسيون إن مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا أبلغ مجلس الأمن الدولي في إفادة تمت في جلسة مغلقة الخميس إن هناك إشارات على أن مقاتلي المعارضة في حلب ربما يريدون المغادرة وإذا كان ذلك ممكنا فعلى المجلس العمل لتنفيذ إجلاؤهم. لكن حتى الآن لم يعط مقاتلو المعارضة أي إشارة على استعدادهم للانسحاب ودعوا هذا الأسبوع إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة خمسة أيَّام وإجلاء المصابين والمدنيين لمناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة. من جانبه فقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مساء الجمعة من باريس عن اجتماع في جنيف اليوم لخبراء روس وأمريكيين لمحاولة «إنقاذ حلب من دمار تام»، عبر وقف لإطلاق النار وإخلاء المدنيين والمعارضين المسلحين، وإدخال مساعدة إِنسانية.