واشنطن، أنقرة، بكين – رويترز، أ ف ب – أجرت القوات الجوية الصينية والتركية مناورة مشتركة، هي الأولى بين بكين وبلد عضو في الحلف الأطلسي. وصادفت قبل زيارة رئيس الوزراء الصيني وين جياباو إلى أنقرة، التي انهاها أمس في اختتام جولته الأوروبية بلقائه رجال أعمال في إسطنبول التي تعتبر القلب الاقتصادي لتركيا، واجتماعه بالرئيس عبد الله غل. وأوضح الكولونيل تامارا باركر الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية أن تركيا أكدت للولايات المتحدة بذل «أقصى اهتمام» لحماية التكنولوجيا الأميركية وتكنولوجيا الحلف الحساسة. وأضاف: «بحسب علمنا لم تشارك طائرات أف 16 الأميركية الصنع في المناورة». ولفت مسؤول في البنتاغون طلب عدم نشر اسمه، إلى أن القوات الجوية التركية استخدمت طائرات «فانتوم أف-4» التي استخدمتها أميركا في شكل مكثف خلال حرب فيتنام، في حين استخدمت الصين طائرات روسية الصنع من طراز «سوخوي-27». وأفادت تقارير صحافية تركية بأن المناورة نفذت من 20 أيلول (سبتمبر) الماضي إلى 4 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري في قاعدة قونية الجوية في منطقة الأناضول (وسط)، ووصفها خبراء أميركيون بأنها تأكيد من الصين على قدرتها العمل أبعد من أراضيها. واعتبر جيمس كلاد نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لآسيا، بين العامين 2007 و2009، أن المناورة سلطت الضوء على سياسة تركيا الخارجية «ذات الاتجاهات الشاملة»، مشيراً إلى أن استياء تركيا والعالم الإسلامي من سياسات بكين في غرب الصين «لن يتبدد قريباً». وسبق أن شهدت علاقات تركيا مع الصين توتراً، خصوصاً بسبب موقف بكين الصارم تجاه الاضطربات في إقليم شينجيانغ الذي تعيش فيه أقلية مسلمة ناطقة بالتركية تُعرف باسم الاويغور. واعترض متظاهرون من الاويغور لليوم الثاني على التوالي على زيارة جياباو لتركيا، منددين بكيفية تعامل بلاده معهم في شينجيانغ. ومنعت شرطة مكافحة الشغب التي انتشرت بكثافة حوالى 40 متظاهراً من الاقتراب من الفندق الذي ينزل فيه رئيس الوزراء الصيني في حي بيسيكتاس على الضفة الأوروبية لإسطنبول. لكن هذه الإجراءات لم تمنعهم من اطلاق هتافات مثل «وين قاتل» و«وين اخرج من تركيا». ورفعت أيضاً لافتة كتب عليها «تركيا، لا تصدقي أكاذيب الصين». وحاولت مجموعات أخرى صغيرة من المتظاهرين الانضمام إلى هذا التجمع، لكن الشرطة اعترضتهم. وكان وين استقبل أول من أمس في أنقرة بتظاهرة مماثلة للاويغور، الذين تحظى قضيتهم في تركيا بدعم منظمات قومية وإسلامية. على صعيد آخر، أفرجت السلطات الصينية أمس عن ياباني هو الأخير بين أربعة كانت اعتقلتهم في شمال البلاد بتهمة تصوير موقع عسكري، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» الرسمية. ونقلت الوكالة عن السلطات المحلية أن مكتب أمن الدولة أطلق سراح سادامو تاكاهاشي بعدما طلب منه كتابة «إقرار بالندم» على ما فعله.