تصاعدت موجة غضب بين السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي، إثر تصريح وزير العمل والتنمية الاجتماعية الجديد الدكتور علي الغفيص، بضرورة خفص استقطاب الجامعات لخريجي الثانوية إلى 50 في المئة في التخصصات النظرية. ودعا الوزير الغفيص في أول تصريح له بعد تسلمه منصبه، إلى توجيه الفارق عن نسبة الاستقطاب الحالية ب30 في المئة إلى التخصصات التقنية التطبيقية لتلبية سوق العمل. وكان الغفيص تولى منصب محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني لما يقارب 15 عاماً، قبل أن يصدر أمراً ملكياً في الثاني من كانون الأول (ديسمبر) الجاري بتعيينه وزيراً للعمل والتنمية الاجتماعية خلفاً للدكتور مفرج الحقباني الذي أعفي من منصبه. وعلى رغم أن ما طالب به الغفيص ليس جديداً، وسبقه إليه وزراء ومسؤولون وأكاديميون، إلا أنه قوبل بالاستنكار من كثير من المغردين، والذين اطلقوا وسماً على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حمل عنوان «الغفيص يطالب بخفض القبول في الجامعات»، كتب فيه المهندس سعود الدلبحي أن الوظائف القيادية خير من «إجبار المواطن» على قبول الأقل. فيما قال الاقتصادي أحمد الشهري إنه لا يوجد اقتصادي يرى فكرة وزير العمل لتقليص القبول «مُجدية»، معتبراً أنها «خطأ استراتيجي»، وتثير قلق الرأي الاقتصادي الذي يدرك تبعاتها على المجتمع. وانتقد الاقتصادي فضل البوعينين أول تصريحين لوزير العمل، موضحاً انهما «لم يكونا موفقين»، مضيفاً أنه على الوزراء «ترك التصريحات والتركيز على الإنجاز». واقترح المغرد إبراهيم السليمان أنه قبل أن يرضى السعوديين برأي الوزير «عليه أن يقوم بتوظيف جميع خريجي المعاهد منذ عهده وحتى اليوم»، في إشارة إلى بلايين الريالات التي صرفت على مؤسسة التدريب التقني والمهني، والتي كانت نتيجتها «طوابير من العاطلين»، وفق ما ذكر المتابع عبد الرحمن الفوزان. ودعا ثامر العوض، الوزير الغفيص إلى ان يغيّر «الصورة التي لازمته في المؤسسة»، وأن يعوض ذلك في وزارة العمل «التي تمس أرزاق أغلب الناس». فيما شددت المغردة أمل على «توطين القطاع الخاص» قبل تطبيق خفض القبول في الجامعات، مع إلزام الشركات الخاصة «بدفع رواتب مجزية للمنتسبين إليها». ولفت مغردون إلى أهمية دعم مكانة العلم التي اسقطها تصريح الوزير، وقال عبد الله المالكي: «كان الأولى به طلب افتتاح أقسام جديدة». وكتب الدكتور موافق الرويلي «التعليم لبناء الإنسان والمجتمع وليس لسوق العمل». وتمنى رجل الأعمال عبد المحسن المقرن «من كل مسؤول أن يعامل أبناء الوطن كأفراد أسرته»، مؤكداً أن التعليم العالي «أساس الرقي في أي مجتمع». وكانت وزارة التعليم أعلنت في تموز (يوليو) الماضي، أن عدد المقاعد المتاحة للطلاب والطالبات السعوديين في 28 جامعة سعودية تجاوزت 260 ألف مقعد، مؤكدةً استيعاب أكثر من 75 في المئة من خريجي المرحلة الثانوية العام الحالي. وأشارت الوزارة إلى أن هذا العدد لا يشمل الكليات والمعاهد التقنية التابعة إلى المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، ومعهد الإدارة العامة، والكليات الجامعية في الجبيل وينبع، والكليات العسكرية، فضلاً عن الجامعات والكليات الأهلية. وكان تقرير نتائج مسح القوى العاملة للربع الثاني من العام الحالي، الذي أصدرته الهيئة العامة للإحصاء في آب (اغسطس) الماضي، أوضح أن أعداد العاطلين ارتفعت إلى 650 ألف فرد، يشكل منهم الذكور 35.9 في المئة، والإناث 64.1 في المئة. وتركزت أعلى نسبة للعاطلين السعوديين في الفئة العمرية بين 25 و29 سنة عند 39 في المئة، في حين بلغت أعلى نسبة للعاطلين السعوديين وفقاً للحال التعليمية بين الحاصلين على شهادة البكالوريوس 54 في المئة.