أظهر التفجير الذي أودى بستة من رجال الشرطة المصرية كانوا في مكمنين في شارع الهرم (جنوب غربي القاهرة) أمس، وتبنته حركة «حسم» المتهمة بالارتباط ب «الإخوان المسلمين»، أن العاصمة لا تزال في مرمى هجمات جماعات العنف، على رغم الضربات المتلاحقة التي وجهتها أجهزة الأمن إلى هذه الجماعات أخيراً. ولم يوقع تفجير هذا العدد من الضحايا في القاهرة منذ شهور، وجاء بعد أيام من إعلان وزارة الداخلية رصدها «مجموعات تسعى إلى تنفيذ هجمات لإثبات تواجدها على الساحة». وقتلت قوات الأمن في منطقة المرج على أطراف القاهرة أول من أمس، رجلاً قالت إنه «من كوادر التنظيمات المتطرفة». وتشابه التفجير أمس إلى حد كبير مع هجمات تنظيم «أجناد مصر» خلال ذروة نشاطه في العام 2014 قبل مقتل قائده همام عطية في شارع فيصل القريب من موقع المكمنين المستهدفين أمس، ما عزز اعتقاد خبراء بانضواء أعضاء التنظيم الذي فككه الأمن، في تنظيمات جديدة مثل «حسم» و «لواء الثورة»، التي تبنت عدداً متزايداً من الهجمات أخيراً، أبرزها اغتيال قائد الفرقة التاسعة المدرعة في الجيش العميد عادل رجائي. وخُبئت العبوة أمس في شجرة قريبة من المكمنين، بحسب ما قاله مسؤول أمني ل «الحياة»، فيما نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول آخر أنها أخفيت في كومة قمامة. وقال ل «الحياة» الخبير في ملف الحركات الإسلامية ناجح إبراهيم، إن الهجوم «يحمل بصمات أجناد مصر بوضوح، وفيه إشارة إلى أن أحد الأعضاء النشطين في التنظيم كان فاراً منذ شهور، وكمن لفترة طويلة ثم بدأ يطور مجموعته وعاد لتنفيذ هجمات بالتكتيكات ذاتها». وأوضح أن «تلك المجموعات تكتيكها شبه ثابت. يتم رصد الهدف، وغالباً يكون مكمناً غير ثابت، وزرع العبوات قرب موقعه في المساء بعد انصرافه، وتفجيره من بعد، بعد إعادة تمركزه في الموقع ذاته. هذا ما حدث عند جامعة القاهرة وعند الاتحادية وفي هجمات أخرى». وأوضح أن تلك المجموعات تستخدم «إمكانات فردية ومحلية، وحتى مع قوة التفجير تظل العبوة بدائية، لكن تتم زيادة قدرتها التدميرية بوسائل بدائية أيضاً، مثل المسامير والشفرات وغيرها». وأضاف أن «تلك المجموعات تُنفذ غالباً عملية أو اثنتين، إلى أن يتمكن الأمن من توقيف أحد أفرادها ثم تفكيكها». وعُلم أن أجهزة الأمن شرعت قبل أيام في تدقيق ملفات عشرات أطلق سراحهم من السجون بعدما كانوا موقوفين على ذمة قضايا عنف وبرأتهم محاكم أو أمر محققون في النيابات المختلفة بإطلاقهم. وأفيد بأن جهاز الأمن الوطني يدرس ملفات هؤلاء الأشخاص بعدما ثبت ضلوع بعضهم في هجمات تمت أخيراً، ومنها قتل ضباط وجنود في مدينة حلوان ومحاولة اغتيال المفتي السابق علي جمعة وتفجير عبوة ناسفة في جسر السويس. وأفيد بأن استدعاءات صدرت لبعضهم، فيما وُضِع آخرون قيد المراقبة «للتأكد من عدم انضمامهم إلى مجموعات العنف العشوائي، خصوصاً أن من أوقفوا في الشهور الماضية على ذمة قضايا عنف، ثبت أن عدداً كبيراً منهم سبق إطلاق سراحه بقرارات قضائية».