كثيراً ما بعثت الهند إلى دول الخليج نخباً من توابلها ومنتجاتها الزراعية والتقنية، بل وحتى من رجالها ونسائها القادمين إلى الجزيرة طلباً للقمة عيش كريمة. غير أن السعودية قلما شهدت وفداً نسائياً هندياً يأتي من أجل التجوال والتعارف، إذ تظل الأفكار المكونة لدى المجتمع السعودي عن المرأة الهندية (في الغالب) منحصرة في رؤية خاصة تمثلها العاملات كممرضات أو خادمات، ويبعد أن تتخيل المرأة الهندية نفسها (أو مواطناتها) خارج هذه الدائرة المحدودة التي تفرضها طبيعة التبادل بين البلدين في ما يتعلق بسوق العمل. وفي هذه المرة تستقبل هيئة الصحافيين وفداً من نخبة نساء الهند القادمات من شتى شرائح مجتمع أرض التوابل، من إعلاميات وطبيبات ومؤلفات وأكاديميات وسيدات أعمال وناشطات اجتماعيات، ليقمن بزيارة إلى مجلس الشورى وجامعة الأميرة الجوهرة بنت فهد آل سعود، وكذا زيارة إلى جامعة الأمير سلطان، كما يتضمن البرنامج لقاء نائبة وزيرة التربية والتعليم نورة الفايز، وعدد من التربويات والإداريات، إضافة إلى زيارة جمعية حقوق الإنسان، والمتحف الوطني ومشتشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والغرفة التجارية الصناعية. والأهم هو النهاية المرتقبة في حفلة عشاء تجمع الضيفات بعدد من الشخصيات النسائية السعودية من مختلف التخصصات. وقال رئيس مجلس إدارة هيئة الصحافيين الزميل تركي السديري، إن استضافة الهيئة للوفد النسائي تأتي انسجاماً مع الدور المناط بالهيئة للتواصل مع جهات وشخصيات دولية، لتبادل الخبرات واطلاع الوفود على الصورة الحقيقية لبعض جوانب الحياة في المملكة. يذكر أن هيئة الصحافيين السعوديين سبق أن استقبلت وفوداً إعلامية من دول الدنمارك وهولندا وبريطانيا، وتم اختيار الهند ضيفاً هذه المرة، انطلاقاً من أن شرائح المجتمع الهندي تتطلع إلى التواصل ثقافياً واجتماعياً مع السعودية، وهو ما عنيت به وزارة الثقافة في معرض الكتاب المقبل، إذ إن البلد الضيف لهذه المناسبة سيكون أرض التوابل، في زيارة تترقب الأوساط الثقافية منها الكثير، نظراً لعراقة الحضارة الهندية وقدمها وثرائها وتنوعها الثقافي، ما ينتظر أن يقدم ثراء مميزاً في مجاله.