دعا الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عُمان، السيد يوسف بن علوي بن عبدالله الى «قطع الأيدي الخارجية» التي «تتلاعب» بأمن لبنان، مشدداً على أن «العقلاء في حزب الله يدركون عواقب السيطرة على المؤسسات» الرسمية التابعة للدولة. وفي حديث الى «الحياة» أجري في مسقط، حضّ بن علوي جميع الأطراف اللبنانيين على «ألا يضيّعوا نتائج زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الأسد» لبيروت، منبهاً الى أن لبنان «جوهرة ومصلحته ينبغي أن تكون فوق مصلحة أي طرف». وأكد ترحيب الولاياتالمتحدةوإيران بالدور الذي تتولاه سلطنة عُمان في إطار سياسة الأبواب المفتوحة، وإبقاء قناة حوار لتفادي المواجهة الأميركية – الإيرانية. ونفى ما تردد عن فدية مالية دفِعت، وأتاحت إطلاق طهران الأميركية سارة شورد بعد وساطة تولتها مسقط، معرباً عن اعتقاده بأن الحرب على إيران ليست واردة «ولا أحد في الخليج طلب ضمانات أميركية، لأنها مثل الحماية، ونحن لن نقبل بها». ونوّه برغبة الرئيس محمود أحمدي نجاد في فتح «صفحة جديدة» مع الغرب، لافتاً الى أن الجانبين «يريدان التوصل الى صيغة تفاهم، ونحن نسعى الى عدم دفع الأطراف الى المواجهة». وأعلن أن السلطنة تواصل اتصالاتها مع واشنطنوطهران، وهي «مستعدة لكل ما من شأنه تخفيف التوتر في العلاقات الإقليمية والدولية». وشدد على أن أمن الخليج «ليس ملكاً لأحد، ولم أسمع من الجانب الإيراني أنه ينوي أو يخطط للسيطرة على وسائل الأمن في الخليج، أولاً لأن هذا مستحيل». واستدرك أن الجمهورية الإسلامية في إيران «لا يمكن أن تخنق نفسها» وتُقدم على إغلاق مضيق هرمز الذي «يمر عبره كل تجارتها». وقال بن علوي، رداً على سؤال عن الطروحات الإيرانية المتعلقة بأمن المنطقة والداعية الى مغادرة الأساطيل الغربية: «لسنا قلقين من وجود هذه الأساطيل، وهي تحمي التجارة العالمية وتقلل الخسائر والمصاعب» في ظل عمليات القرصنة في بحر العرب. وذكر أن عناصر من خارج المنطقة، مرتبطة بوسائل إعلام غربية، تروّج وتسعى الى «إثارة فتنة مذهبية بين دول الخليج وإيران، وبين إيران والعراق... هذه اللعبة مكشوفة وأصحابها معروفون» ولن ينجحوا. وأكد أن «الكل في منطقة الخليج يتصدى لفيروس الفتنة المذهبية» و «سمومها». ورأى أن «خيارات السلام لم تُستنفد بعد»، على رغم إحباط الاستيطان الإسرائيلي المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين. وسئل: هل يُخشى من تكرار النموذج السوداني في دول أخرى عربية قد يهددها التقسيم، فأجاب: «دائماً نفضّل الوحدة على الانفصال... السودانيون اختاروا الاستفتاء (على تقرير مصير الجنوب) بملء إرادتهم» بعد حرب استمرت سنوات طويلة و «وحدة البلد كوحدة الجسم، إذا أصابت أحد أطرافه مشكلة (اعتلّ)، يُبتَر».