هاجم مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) جنوداً عراقيين قرب مستشفى «السلام» جنوب شرقي الموصل، والذي يبعد أقل من كيلومترين من نهر دجلة الذي يفصل بين شرق المدينة وغربها، اليوم (الأربعاء)، بعد إعلان قائد عمليات الجيش العراقي في الموصل أمس دخول المدينة والسيطرة على المستشفى. ومثل التقدم السريع أمس تحولاً في التكتيكات العسكرية بعد أكثر من شهر واحد من القتال المنهك في شرق المدينة، سعى خلاله الجيش لاستعادته وتطهير أحيائه. لكن ذلك ترك القوات المهاجمة مكشوفة، وقالت وكالة «أعماق» التابعة ل «داعش» اليوم إنه تمت محاصرة بعض القوات، وأضافت أن مهاجماً انتحارياً فجر نفسه قرب المستشفى، ما أسفر عن مقتل 20 جندياً وتدمير ثماني مركبات مدرعة في القتال. ولم يصدر تعليق رسمي من الجيش العراقي، لكن ضابط الجيش الذي شاركت قواته في الاشتباكات قال إنهم تعرضوا لهجمات عدة بسيارات مفخخة في حي الوحدة الذي يقع فيه المستشفى. وقال طالباً عدم الكشف عن اسمه: «استطعنا تحقيق تقدم سريع أمس في حي الوحدة، لكن يبدو أن مقاتلي داعش كانوا يستدرجوننا إلى كمين وتمكنوا بعد ذلك من محاصرة بعض جنودنا داخل المستشفى». وأضاف أن فوجاً من المركبات المدرعة ووحدات مكافحة الإرهاب بدعم من ضربات جوية أميركية أرسل لتعزيز القوات المحاصرة في وقت مبكر، وتمكن من فتح طريق للخروج من الحي. وتابع: «استطاعوا السيطرة على الموقف وأخلوا الجرحى وسحبوا الآليات... والعربات العسكرية المدمرة من محيط المستشفى»، وتابع أنهم تعرضوا لإطلاق نار من قناصة وقذائف صاروخية. وقالت وكالة «أعماق» إن التنظيم هاجم قافلة الإغاثة في حي سومر جنوب حي الوحدة، قرب الطرف الخارجي للمدينة. في سياق متصل، قال قائد التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد «داعش» اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند، إن الهجوم على التنظيم في الموصل قد يستغرق شهرين آخرين، وإنه حتى إذا هزم هناك، فسيظل يشكل خطراً على العراق والغرب. وأوضح من على متن حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» خلال زيارة مع قادة عسكريين كبار، أن القوات العراقية حققت تقدماً كبيراً منذ اجتاح التنظيم شمال البلاد في العام 2014. وأضاف: «أعتقد أنهم سيعملون على معركة الموصل لأسابيع عدة إضافية... ربما لشهرين إضافيين».