واشنطن، باريس – رويترز، أ ف ب – وسط التغطية المتواصلة للمعلومات الأميركية عن وجود خطر إرهابي في أوروبا والتي قللت بعض الدول الأوروبية من قيمتها، أعلن مدير الاستخبارات القومية الأميركية جيمس كلابر إن الرئيس باراك أوباما مستاء من موجة التسريبات الاستخباراتية في واشنطن، منتقداً المسؤولين الذين «يجدون متعة» في التحدث إلى صحافيين. وقال كلابر الذي تولى منصبه في آب (أغسطس) الماضي، في مؤتمر حول إصلاح الاستخبارات نظمه مركز السياسة غير الحزبية في واشنطن: «يشعر الرئيس بقلق بالغ من التسريبات، خصوصاً لدى نقل تصريحات عن مسؤولين كبار في الاستخبارات لا تكشف أسماؤهم والذين يجدون متعة في إفشاء أسرار الى وسائل إعلام»، علماً أن تفاصيل الأخطار ما زالت سرية. ويعتبر تسريب المعلومات السرية جريمة في الولاياتالمتحدة. ورفعت وزارة العدل الأميركية هذه السنة دعوتين في قضيتين تتعلقان بتسريب معلومات الى صحافيين. ونجحت في نيل حكم بإدانة خبير لغوي من مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) بتهمة تقديم معلومات لمدونة على الانترنت. وأيضاً، انتقد مايكل ليتر رئيس المركز الوطني لمكافحة الإرهاب التسريبات، معلناً أن كشف معلومات عن الخطر الإرهابي في أوروبا تجاوزت البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الأميركية الأحد الماضي يعرقل مهمة أجهزة الاستخبارات، علماً أن كلابر يقود جهوداً لتعزيز تبادل المعلومات داخل قطاع الاستخبارات في الولاياتالمتحدة، وهي مهمة باتت أكثر إلحاحاً بعد محاولة الأميركي الباكستاني الأصل فيصل شاه زاد تفجير سيارة مفخخة في ميدان «تايمز سكوير» في نيويورك في الأول من أيار (مايو) الماضي، ومحاولة نيجيري تفجير طائرة ركاب فوق ديترويت في 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وأكد ليتر أن الولاياتالمتحدة قادرة على استيعاب هجوم إرهابي جديد ولن «يهزمها» المتطرفون، معلناً انه يجب توقع التهديدات التي تخيم على البلاد. وكان الرئيس أوباما أدلى بملاحظات مماثلة في الكتاب نشره أخيراً الصحافي الأميركي بوب وودوارد، وقال فيه: «نستطيع استيعاب هجوم إرهابي سنبذل قصارى جهدنا لتحاشيه، وهو أمر نجحنا في تنفيذه حتى شن الهجوم الأكبر علينا في التاريخ في 11 أيلول (سبتمبر) 2001، ونحن أقوى حالياً». وأفادت مصادر أمنية فرنسية بأن الأجهزة الأوروبية تبلغت أخيراً بأن 25 مجاهداً تدربوا على القتال في باكستان وأفغانستان يعدون لهجمات في دولهم الأصلية، مشيرة الى أن البريطانيين أكدوا هذه المعلومات. وأوضح مسؤول فرنسي أن هؤلاء المقاتلين الشباب القادمون من أوروبا، والذين قد يبلغ عددهم بضع عشرات، يمثلون مصدر «القلق الرئيسي» للأجهزة الغربية التي تشدد باستمرار على التهديد الإرهابي على أراضيها. وتخشى الأجهزة أن يستطيع هؤلاء المقاتلين المدربين على القتال تنظيم مجموعات.