أعربت واشنطن أمس عن استعدادها لتقريب وجهات النظر بين الكتل السياسية العراقية للتعجيل بتشكيل الحكومة المتعثر منذ إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية في آذار (مارس) الماضي. إلى ذلك علمت «الحياة» أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي سيعرض على زعيم «القائمة العراقية» اياد علاوي الاختيار بين رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان لحلحلة الأزمة السياسية. وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية وليم بيرنز خلال لقائه المالكي أمس، إن «الولاياتالمتحدة مستعدة لتقريب وجهات النظر بين كل الكتل السياسية للمساعدة في تشكيل الحكومة». وجدد دعم بلاده للعملية السياسية، فيما أعرب المالكي عن أمله في أن تشهد الأيام المقبلة انفراجاً في المفاوضات «لتشكيل حكومة شراكة وطنية»، مؤكداً «الحرص على مشاركة كل الكتل الفائزة، الكبيرة منها والصغيرة». وعلمت «الحياة» أمس، أيضاً، أن قادة في «التحالف الوطني» الشيعي، يجرون «اتصالات مكثفة» لترتيب لقاء بين المالكي وعلاوي خلال أيام. وقال نائب في التحالف، طلب عدم ذكر اسمه، إن المالكي «سيعرض على علاوي الاختيار بين رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان، إضافة إلى ضمانات سياسية أخرى مشابهة لمطالب الأكراد وتعهد تشكيل حكومة شراكة حقيقة». ويترقب قطبا الأزمة السياسية في العراق إعلان «التحالف الكردستاني» اليوم موقفه النهائي الذي سيرجح كفة أحدهما على الآخر، وإن كان متوقعاً أن يختار الأكراد التحالف مع المالكي الذي وافق على معظم مطالبهم. ونقلت وكالة «رويترز» عن رئيس الوفد الكردي المفاوض في عملية تشكيل الحكومة روز نوري شاويس ان الأكراد «قريبين جداً» من التحالف مع المالكي. وقال بعد انتهاء اجتماع مع وفد من «حزب الفضيلة» مساء أمس: «التقينا المالكي مرتين حتى الآن وتحدثنا في تفاصيل المطالب الكردية، ولاحظنا أن تقاربنا يصل إلى حد 90 في المئة من الورقة الكردية». لكنه أضاف أن «هذا كان ضمن نقاش وحوار شفوي. المطلوب الآن أن تكتب هذه المسائل على الورق لتتحول إلى تعهدات مكتوبة قبل إعطاء الموقف النهائي للكتل الكردستانية». وألمح إلى عدم ميل كتلته إلى التحالف مع «القائمة العراقية»، قائلاً: «إذا وصلنا إلى الحد الذي لا يمكن تخطيه وكتلة تصر على مواقف لا يتقبلها الآخرون، فلا مفر من الاتجاه إلى تشكيل حكومة غالبية سياسية». وكانت «القائمة العراقية» أكدت أمس في بيان أن «الساعات أو الأيام المقبلة ستشهد تغييرات كبيرة في ملف تشكيل الحكومة»، مشيرة إلى أن «هناك محوراً يتحرك الآن باتجاه تكوين تحالف واسع». وأعلن «المجلس الأعلى» بزعامة عمار الحكيم أمس أن أعضاءه قرروا عدم التصويت للمالكي في البرلمان.