بحث الرئيس بشار الأسد مع وزير الخارجية الروماني تيودور باكونسكي الأوضاع في الشرق الأوسط و «ضرورة إيجاد حلول للمشكلات التي تعاني منها المنطقة من خلال إحلال السلام العادل والشامل الذي يضمن عودة الحقوق كاملة الى أصحابها»، فيما ذكر وزير الخارجية وليد المعلم أن الحديث مع الأميركيين «لا يزال في العموميات». وأفاد بيان رئاسي أن الوزير الروماني عبر خلال لقائه مع الرئيس الأسد، بحضور المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، عن تقدير بلاده للدور السوري في المنطقة وعزمها على تطوير العلاقات مع سورية، خصوصاً عقب الزيارة التي قام بها الرئيس الروماني ترايان باسيسكو الى سورية عام 2008 والزيارة المنتظرة للرئيس الأسد الى رومانيا الشهر المقبل. واعتبر المعلم في مؤتمر صحافي مشترك مع باكونسكي أن التطور الوحيد الذي جرى خلال لقائه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في نيويورك أخيراً «أننا سمعنا كلاماً طيباً». وقال: «في السابق كنا نسمع كلاماً. أما الآن فسمعنا كلاماً طيباً. والآن ننتظر أفعالاً طيبة». ورداً على سؤال حول ما يحمله فريدريك هوف، مساعد المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل في زيارته الى سورية حالياً، قال المعلم: «لم التق هوف بعد، وهذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها سورية. لا أعرف ماذا يحمل، إن كان يحمل. لكن توقعي الشخصي أننا سنواصل الحديث في العموميات». وأشار المعلم الى أن «التركيز الأميركي لا يزال ينصب على المسار الفلسطيني من دون إهمالهم التأكيد أن الهدف الأميركي للرئيس باراك أوباما هو سلام شامل على كل المسارات». وشدد الوزير السوري على أن الأساس لاطلاق عملية السلام هو الموقف الإسرائيلي، معتبراً انه إذا لم يكن لدى إسرائيل إرادة سياسية لصنع السلام تصبح كل هذه الحركات مجرد «ديكور». وأضاف: «تقولون لماذا إذاً سورية تضيع وقتها؟ المشكلة أننا نؤمن بالحوار». وبعد أن أشار الى التزام بلاده بسلام عادل وشامل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام، أبدى استعداد سورية للعودة الى المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط التركي إذا التزمت إسرائيل بالانسحاب من الجولان الى خط الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967. وعن مذكرات الجلب لشهود الزور التي أثارت ضجة في لبنان، قال المعلم: «بكل بساطة انها إجراء قضائي بحت». وأكد أن موضوع المحكمة «شأن لبناني بحت. ولا شأن لأحد بهذه المحكمة سوى لبنان. وعلى الأشقاء في لبنان أن يقرروا ما هو في مصلحتهم وما هي الوسائل التي تحول دون تعزيز استقرارهم». وأضاف انه على «القيادات اللبنانية الحريصة على استقرار لبنان والسلم الأهلي فيه أن تسعى الى إزالة أسباب التوتر». وأكد المعلم أن الجهود السورية - السعودية ما زالت «متصلة لأن الهدف هو استقرار لبنان. لكن هذا الاستقرار لا يصنع في الخارج بل يصنعه اللبنانيون أنفسهم». وتابع إن «سورية والسعودية تشجع اللبنانيين على ذلك وتنصحهم. لكن عليهم أن يقوموا بالدور الرئيسي بأنفسهم وأن يزيلوا أسباب عدم الاستقرار والتوتر التي نشهدها حالياً». وعن الموقف السوري من تشكيل الحكومة العراقية، قال: «نعتقد أن القيادات العراقية التي فازت في الانتخابات الأخيرة قادرة على التوافق في ما بينها على تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها كل مكونات الشعب العراقي». وأشار الى انه «في هذه المرحلة لا يحتمل العراق أن يكون هناك فريق في الحكومة وفريق في المعارضة. هذه المرحلة مهمة لأنها ستضع العراق على طريق المستقبل، ويجب أن يشارك الجميع في بناء هذا المستقبل»، وأوضح أن «كل ما ترونه من اتصالات سياسية هدفه بالنسبة الى سورية حض الأطراف العراقية المعنية على الإسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية»، مؤكداً أن بلاده «تقف على مسافة واحدة من الجميع ونحن ندعم ما يتوافق عليه الأشقاء في العراق». وعن «قمة الاتحاد من أجل المتوسط» قال المعلم إن سورية لم تقرر حتى الآن مستوى الحضور، لافتاً الى أن «هذا سيتوقف على ما سيصدر من استنتاجات رئاسية في القمة وعلى حل بعض المواضيع الاشكالية قبلها»، موضحاً: «أننا نريد أن نرى ما هي المواضيع السياسية التي ستركز عليها القمة قبل أن يتخذ القرار السوري». وأشار الى أن بلاده لا تزال في طور بلورة موقف سوري متكامل من موضوع الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. بدوره، أكد الوزير الروماني دعم بلاده لإقامة الدولة الفلسطينية، لافتاً الى أن الاتحاد الأوروبي يقدم دعماً مالياً لمشاريع بناء المؤسسات الفلسطينية. وشدد على سعي الاتحاد الأوروبي لدى كل الأطراف للوصول الى تسوية. وأشار الى «عدم معارضة أي دولة أوروبية إقامة دولة فلسطينية. ونحن نحاول تحقيق التوازن وعدم الانحياز لأن لدينا علاقات جيدة تربطنا بالطرفين». وأضاف: «من المؤكد أننا لا ندعم المواقف المتطرفة من أي من الجانبين مثل الأفكار التي تطالب بإزالة إسرائيل من الوجود». وعقب المعلم: «العالم تعب من سياسات إسرائيل. المجتمع الدولي مجمع على أن يرى سلاماً عادلاً وشاملاً في المنطقة، لكن إسرائيل ما زالت تسبح عكس المجتمع الدولي من دون حساب».