«يمكن أن يستهدفكِ». شكّلت هذه الجملة شعاراً لحملة لبنانية للتوعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي. وتشير الجملة الى ان الكشف المبكر عن هذا الورم ربما ساهم في إنقاذ حياة مرضى هذا النوع من الورم الخبيث. وإضافة إلى الرعاية الرسمية، شاركت شركة «هوفمان لا روش» Hoffman La Roche العالمية، إحدى الشركات العملاقة في صناعة الأدوية، في هذه الحملة التي تستمر 3 شهور. وتعهدت مستشفيات ومراكز طبية بخفض تعرفة التصوير الإشعاعي المخصص للكشف عن أورام الثدي، ويُسمى «مامو غرافي» Mammography، ما يضعه في متناول شرائح إجتماعية واسعة. وتعهّدت المستشفيات الحكومية بجعل هذا التصوير مجانياً. وعند إطلاق الحملة، طالبت اللبنانية الأولى وفاء سليمان بضرورة تنبيه المجتمع، بخطورة هذا المرض، مُشدّدة على أهمية التوعية المباشرة للفئات الأكثر حاجة، خصوصاً في المناطق الريفية والأحياء الفقيرة. وفي السياق عينه، أشار المدير العام لوزارة الصحة الدكتور وليد عمار إلى أهمية هذه الحملة، مشدداً على ان أورام الثدي هي النوع الأكثر شيوعاً من السرطان بين النساء. وكذلك عرضت الدكتورة لولو قبيسي إحصاءات حديثة لوزارة الصحة العامة، تبيّن أن الإصابة بسرطان الثدي وصلت إلى معدل 82,9 إصابة لكل عشرة آلاف امرأة»، لافتة الى أن 40 في المئة من النساء علمن عن الحملة الوطنية لسرطان الثدي، من وسائل الإعلام العام. وأشاد ممثل شركة «هوفمان لاروش» بالدور الذي تلعبه حملات التوعية العامة، في خفض نسب الإصابة بالورم الخبيث في الثدي. في نفسٍ مُشابِه، اعتبر وزير الصحة العامة الدكتور محمد جواد خليفة، أن مواجهة سرطان الثدي هو مسؤولية جماعية، تتطلب جهود النقابات العلمية والجمعيات النسائية ووسائل الإعلام المختلفة ومؤسسات المجتمع المدني. وأوضح أن هدف هذه الحملة يتمثّل في زيادة الثقافة الصحية في المجتمع عموماً، وزيادة الوعي حول سرطان الثدي بين النساء في لبنان، والعمل من اجل إطلاق مبادرات عامة لتشجيع الكشف المبكر لسرطان الثدي من طريق الفحص الذاتي والفحص الإشعاعي. وحضّ الوزير السيدات اللواتي تجاوزت أعمارهن 40 سنة، على إجراء «ماموغرافي» سنوياً، معتبراً أن برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي عند المرأة، يعطي مردوداً عالياً من الناحيتين الصحية والاقتصادية، خصوصاً أنه يندرج ضمن برامج ترشيد الإنفاق وضبطه، بمعنى أنه برنامج للوقاية على مستوى الرعاية الصحية الأولية. وفي الاطار عينه، أوضحت السيدة ليلى قليلات، وهي من الناشطات في هذه الحملة التي أطلقت لبنانياً منذ 9 سنوات، في حديث خاص الى «الحياة» ان الحملة استطاعت الوصول الى شرائح واسعة من المجتمع اللبناني، مشيرة الى الدور الذي لعبته وسائل الاعلام العام إيجابياً، في دعم الحملة.