أديس ابابا، مقديشو، جنيف، روما - أ ف ب، أ ب، رويترز - دعت الهيئة الحكومية للتنمية «ايغاد» التي تضم ست دول في شرق افريقيا، أمس الاربعاء، مجلس الأمن إلى فرض حصار بحري وجوي على الصومال، كذلك طلبت من مجلس الأمن أن يفرض «من دون تأخير» عقوبات على اريتريا المتهمة بزعزعة استقرار الصومال. وأورد بيان ختامي تلاه وزير الخارجية الكيني موسيس ويتانغولا أن «المجلس يقر» بأن المتمردين الذين يشنون هجمات ضد الحكومة الصومالية «استخدموا حدود السودان، وخصوصاً مطارين، للتزود بالسلاح والذخائر اضافة إلى دعم خارجي»، في إشارة إلى اريتريا التي نفت مجدداً قبل أيام تزويدها المتمردين الصوماليين أسلحة. ودعا البيان «مجلس الأمن الدولي الى فرض حصار جوي» على مجموعة من المطارات الصومالية، على أن تستثنى من هذا القرار المساعدات «لدواع انسانية». ودعت «ايغاد» أيضاً الأممالمتحدة إلى «فرض حصار على الموانئ، وخصوصاً كسمايو وميركا، لتفادي تدفق جديد للأسلحة والمقاتلين الأجانب»، آملة أن تطلب الأممالمتحدة «من القوات البحرية الموجودة في المنطقة تطبيق هذا الحصار». وجاء موقف «ايغاد» في وقت تواصلت المواجهات بين القوات المؤيدة للحكومة الصومالية التي تحظى بدعم جنود من قوات سلام افريقية وبين فصائل المعارضة الصومالية في العاصمة مقديشو. وأُفيد أن مدنيين إثنين وطفلاً قُتلوا في هجوم شنه المتمردون أمس على موقع للقوات الحكومية قرب قاعدة للقوات الافريقية في مقديشو. وقال فارحيو شريف عوالي وهو أحد قاطني العاصمة إن الطفل البالغ ست سنوات كان يخلد في النوم عندما سقطت قذيفة على منزله القريب من موقع للقوات الافريقية وقتلته. وقال ناطق باسم القوات الافريقية اللفتاننت سيزي جستيس إنه لم يُصب أحد من جنود السلام الافارقة وإن الهجوم كان يستهدف قوات الحكومة الصومالية. وتسيطر القوات الموالية للرئيس شيخ شريف شيخ أحمد أول رئيس اسلامي للبلاد فقط على أجزاء من العاصمة الساحلية ومنطقة وسط البلاد. وشن المتمردون في السابع من أيار (مايو) هجوماً واسعاً للاطاحة بالرئيس أحمد المنتخب في نهاية كانون الثاني (يناير) واستولوا الأحد على مدينة جوهر التي تبعد تسعين كلم شمال مقديشو. وأفادت المفوضية العليا للاجئين للأمم المتحدة أمس أن حوالي 43 الف شخص فروا خلال الاثني عشر يوماً الماضية من المعارك الدائرة رحاها في مقديشو إلى خارج العاصمة الصومالية أو الدول المجاورة. وأعلن الناطق باسم المفوضية رون ريدموند في مؤتمر صحافي في جنيف أن «عدداً كبيراً من اللاجئين يتوجه عبر ممر إلى أفغوي جنوب غربي مقديشو لينضموا الى المقيمين في مخيمات مرتجلة» تؤوي 400 الف شخص. وأضاف أن لاجئين آخرين لم يتمكنوا من قطع الثلاثين كلم التي تفصل مقديشو عن تلك المخيمات، لجأوا الى بلدات «آمنة نسبيا» في دهركينلي ودينينلي. ونظراً إلى عدد اللاجئين المتزايد تتوقع المفوضية ارسال خيام وغيرها من المستلزمات لنحو مئة الف شخص في مخيمات افغوي في شمال غربي مقديشو فوراً. وفي روما، قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني أمس إن بلاده ستستضيف اجتماعاً بين مسؤولين من الحكومة الصومالية وقادة المعارضة في البلاد يوم العاشر من حزيران (يونيو) للبحث في سبل تحقيق الاستقرار والقضاء على عمليات القرصنة قبالة السواحل الصومالية. وقال فراتيني ان الاجتماع يهدف الى مساعدة الصومال في تعزيز حكومته الهشة المدعومة من الاممالمتحدة والتي تقاتل متشددين اسلاميين. وصرح فراتيني «لا يمكن القضاء على مشكلة 'القرصنة' بشكل كامل الا من خلال معالجة قضية الضعف الشديد لهذا البلد». وتصاعدت هجمات القراصنة قبالة الساحل الشرقي لافريقيا في الاسابيع الاخيرة على رغم وجود سفن حربية أجنبية في المنطقة بينها قوة أوروبية تضم 13 سفينة.