وصل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، برفقة وزراء وعسكريين، إلى العاصمة اليمنية الموقتة عدن، قادماً من الرياض، في زيارة تستغرق أياماً عدة لمتابعة التطورات الميدانية على جبهات القتال ضد الميليشيات الانقلابية. وأكد قائد قوات الاحتياط اليمنية اللواء ركن سمير الحاج أن عودة هادي جاءت لتنشيط وتحريك مؤسسات الدولة وحل بعض الإشكالات القائمة في الأراضي اليمنية، وقال إن زيارة عدن مرتبة مسبقاً، نافياً كونها «تهرباً» من لقاء المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد الموجود في الرياض، من أجل لقاء الجانب الحكومي اليمني وبحث امكانات استئناف مشاورات السلام. وأوضح الحاج في تصريح إلى «الحياة» أن عودة هادي تهدف الى إعطاء دفعة قوية للحكومة للعمل في شكل أكبر، إضافة إلى رفع معنويات الجيش، «خصوصاً بعد إخفاق الأممالمتحدة في الوصول إلى حل سلمي للأزمة اليمنية». وقال: «الحكومة اليمنية قدمت ملاحظتها على خريطة ولد الشيخ، وبعد ذلك يبدأ الحوار في شأن الملاحظات التي قدمتها». وعن الأوضاع الميدانية أوضح الحاج أنها لا تزال مشتعلة على الجبهات كافة، لكن الأقوى والأعنف في محافظة تعز، إذ دعا الرئيس السابق علي صالح جميع منسوبيه وقبائله إلى النزول لحسم المعركة، فيما دعا الحوثيون إلى تجميع القبائل للهجوم على المحافظة المحاصرة منذ أكثر من سنة وثمانية أشهر. وأضاف: «هذه المعركة ربما تكون الفاصلة بخاصة بعد النجاحات الكبيرة التي حققها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، التي أعطت مؤشراً لهزيمة الحوثيين، وهذا ما دعاهم إلى جمع قوتهم، وهو ما نسميه عسكرياً مؤشر بداية نهاية هذه القوات». وذكرت مصادر حكومية أن عودة هادي إلى عدن هدفها الإشراف على العمليات العسكرية لقوات الجيش والمقاومة في جبهات تعز وباب المندب وفي محافظتي حجة وصعدة الحدوديتين. ميدانياً، تمكن أفراد الجيش الوطني والمقاومة في محافظة تعز من وقف محاولة تسلل عناصر ميليشيات الحوثي وصالح في قرية المديهين للوصول إلى موقع المكلكل (جنوب شرقي المدينة). وأوضح مصدر في المقاومة ل «الحياة» أن الميليشيات واصلت قصف مواقع الجيش شرق المدينة وشمالها، إضافة إلى الأحياء السكنية والقرى يومياً وبمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من أماكن تمركزها في محيط المدينة وبعض المواقع التي تتمركز فيها بالمديريات. ونفذت الميليشيات حملات اختطاف واسعة بحق المدنيين الرافضين والمنددين بحربها على تعز، واختطفت أمس رئيس جمعية المعوقين بمحافظة البيضاء صالح علي الهصيصي وابنه محمد من نقطة جهري في آل هصيص في مديرية البيضاء، كما نهبت حافلة النقل التابعة للجمعية. إلى ذلك، نفذ طيران التحالف العربي غارات استهدفت تجمعاً كبيراً للحوثيين في منطقة العولة شمال محافظة الجوف، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم واحتراق عدد من الأطقم العسكرية التابعة للميليشيات. كما صدت القوات السعودية محاولة تقدم للميليشيات قبالة الحثيرة في قطاع الخوبة التابعة لمنطقة جازان ودمرت آليات عسكرية عدة، كما قتلت عدداً كبيراً من عناصرها. كما شن طيران التحالف أمس، عشرات الغارات على مواقع الحوثيين وقوات صالح وتعزيزاتهم في مناطق إب وذمار وصعدة وحجة والحديدة، وقالت مصادر الجيش اليمني إن الطيران استهدف بغارات عدة معسكراً تدريبياً تابعاً للمليشيات الانقلابية في منطقة الجر غرب مديرية عبس التابعة لمحافظة حجة الحدودية، كما دمر آليات ومعامل لتصنيع المتفجرات في مدينة حرض الحدودية. واستهدفت غارات أخرى تعزيزات للحوثيين في محافظة إب كانت متوجهة إلى تعز، إضافة إلى تعزيزات أخرى في منطقة «نقيل يسلح» جنوبصنعاء ومواقع في مديرية «المطمة» في محافظة الجوف الحدودية. وفي مديرية نهم شمال شرقي صنعاء، أفادت مصادر الجيش والمقاومة بأن مواجهات ضارية تجددت مع المتمردين في منطقتي «جبل البياض» ووادي «ملح» أدت إلى مقتل 12 حوثياً وخمسة من قوات الجيش الوطني. من جهة أخرى، دعا ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي سكان العاصمة صنعاء إلى الخروج اليوم في تظاهرة للمطالبة بصرف الرواتب.