يلجأ سائقو سيارات أجرة في مطار الملك خالد الدولي في الرياض إلى طلب الأجرة «مقدماً» عندما يكون الزبون «شاباً»، لضمان حقهم المادي، نتيجة المواقف «المحرجة» التي يتعرضون لها مع بعض الشبان العائدين من «رحلة الصيف» بجيوب خاوية.ويؤكد عدد من سائقي سيارات الأجرة أنهم يعانون في كل عام من تصرفات الشباب، فبعضهم يدخل في عمارة ويخرج من الباب الآخر، ومنهم يتصل على أسرته لتجهيز الأجرة المطلوبة. وقوع السائقين بين ناري البحث عن لقمة عيشهم وتحميل زبائن يعجزون عن تسديد الأجرة يتكرر كل صيف بحسب تأكيدات بعض سائقي الأجرة تحدثوا ل«الحياة»، إذ يقول محمد النفيعي (سائق أجرة): «نعاني كثيراً بعد انتهاء الإجازة الصيفية من الشبان وبعض العائلات الذين لا يملكون أجرة الطريق من المطار إلى بيوتهم»، مشيراً إلى أن بعضهم يرهن هاتفه الجوال كضمانة لتسديد الأجرة. ويضيف: «بعضهم يعود بجيوب خاوية، يبيعون في الخارج حتى هواتفهم النقالة، ونتركهم يستخدمون هواتفنا لطمأنة أسرهم بالوصول، وتجهيز أجرة التاكسي». ويستعير النفيعي المثل الشهير «على قدر لحافك مد رجليك»، وهو ينتقد طريقة تفكير الشباب: «إذا لم يكن لدى الشاب القدرة على تأمين حاجات السفر، فمن الأفضل له أن يجلس في منزله، فهو غير مجبر على السفر بمبلغ لا يكفيه، فضلاً عن التصرفات الطائشة والتفاخر بدفع أموال يندم عليها إذا وطئت قدمه المطار». وأوضح أن سائقي الأجرة العاملون في المطار، يفضلون العودة من غير زبائن، على أن يتحملوا مواجهة مواقف مع بعض الشبان المفلسين، خصوصاً في نهاية الإجازة الصيفية. بدوره، يستغرب سائق الأجرة نايف الشمري بذخ الشباب السعودي، خصوصاً عند السفر للخارج، على رغم أنهم يجمعون المكافآت الشهرية حتى يقضوا الإجازة في الخارج. وأضاف: «نحن هنا في مواقف المطار نلتقي بعينات كثيرة من المجتمع، ولكن أكثر ما يؤلمنا عندما نشاهد الشباب العائدين من السفر لا يملكون ريالاً واحداً». وذكر المشري قصته مع أحد الشبان العائدين من القاهرة قبل رمضان، «كان يقصد محافظة الخرج، وهو لا يملك ريالاً واحداً، لكنه رهن جهاز جواله حتى يفي بالأجرة وبعد وصولنا لمنزله تفاجأ بأنه لا يوجد أحد في منزله واضطر إلى أن يستدين المبلغ من صاحب البقالة المجاور لمنزله. من جانبه، كشف السائق حسن مسملي أن المعاناة مستمرة على مدار العام، «لكنها تكثر في فترة الصيف». ويضيف: «أعرف من يسافر ويقضي إجازة ممتعة في حدود إمكاناته المادية المحدودة فيظفر بالإجازة السعيدة والسفر الممتع من دون أن يرهق نفسه مادياً أو يتجاوز حدود قدراته المالية»، واصفاً من يظن أن السفر مقترن بالبذخ ب«الجاهلين». في السياق ذاته، يروي سالم مطر قصة ثلاثة من زملائه في العمل، اقترضوا من البنوك نحو 150 ألف ريال، وقضوا شهراً خارج السعودية جالوا خلاله في أوروبا، «لكنهم عادوا مفلسين، لا يملكون في جيوبهم سوى ورقة من فئة الخمسين ريالاً، لم تكف حتى لاستئجار تاكسي تعود بهم إلى منازلهم»، مشيراً إلى انه اضطر إلى الذهاب إلى المطار وتوصيلهم إلى منازلهم. سائقو الأجرة في المطار باتوا يتجنبون الشبان.