أكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، أن «عاصفة الحزم» أظهرت أن الشعوب في دول مجلس التعاون وقفت وقفة ثابتة مع قيادتها في الدفاع عن اليمن والدفاع عن الشرعية في اليمن ولم يترددوا لحظة في ذلك، ودافعوا عن الحد الجنوبي في المملكة العربية السعودية. وشدد أمس (الجمعة) - بحسب وكالة الأنباء البحرينية - على أن «عاصفة الحزم» بما صاحبها من أحداث ومجريات وحتى هذه اللحظة، هي ترجمة فعلية لمقولة الأمير الراحل سعود الفيصل: (لسنا دعاة حرب لكن إذا قرعت طبولها فنحن لها)، قائلاً: «رحم الله الأمير سعود الفيصل، فلا توجد حرب واحدة نحن بدأناها أو اعتدينا فيها على أحد، فنحن لسنا دعاة حرب ولا نريد حرباً، لكن إذا حدث اعتداء علينا وهددت مصالحنا واستقرار شعوبنا وأمننا، فسنكون أول من يدافع عن بلداننا». وأضاف أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية حقق الكثير لشعوب دول المجلس كالأمن والاستقرار، والتنمية المستدامة، والتعاون الذي يسمح للمواطن أن ينتقل ويعمل في كل دول المجلس، مشيراً إلى أن روح وجوهر الاتحاد الخليجي الذي يتطلع إليه المواطن الخليجي موجود وقائم بالفعل في الكثير من المظاهر وفي التنسيق المستمر بين دول مجلس التعاون، مؤكداً أن الاتحاد الكامل سيأتي في وقته. وحول ما يحدث في اليمن، أكد أن دول المجلس ودول التحالف لدعم الشرعية في اليمن أكدت دورها في دعم الشرعية وجهودها في إحلال السلم، وأنها دول مسؤولة على الصعيد الدولي، وأن دول التحالف لم تفكر إلا في إنقاذ اليمن وإبعاد شبح التدخل والهيمنة عن اليمن، فالتحالف ليس ضد أي طرف في اليمن، وإنما ضد التدخل الخارجي في شؤونه ونسعى لتحقيق الحل السياسي، وأن اليمنيين قادرون على حل مشكلتهم بأنفسهم. وأشار إلى وجود مبادرات كثيرة من أجل الحل السلمي تبذل من مبعوث الأممالمتحدة، ومن دول التحالف العربي، ومن بعض الدول مثل أميركا وبريطانيا. وفي ما يتعلق بسورية، أعرب وزير الخارجية البحريني عن أسفه للحال التي وصل إليها الوضع هناك، والمأساة التي يعيشها الشعب السوري التي لم يشهد العالم مثلها منذ الحرب العالمية الثانية، مؤكداً ضرورة الحل السياسي، وضرورة الاستمرار في تقديم العون الإنساني للشعب السوري قائلاً: «نريد حلاً سياسياً قائماً على اتفاق جنيف 1، فهذا أمر يجب أن نلتزم به، ويجب أن نوفر العون للسوريين. والحل السياسي هذا شأن سوري يقوم به السوريون بدعم من إخوانهم، أما أن يفرض عليهم أحد حلاً بهذا الشكل أو بذاك الشكل فنحن لسنا على هذا الخط». وحول العلاقات مع إيران، أوضح آل خليفة أن تصدير الثورة هو العائق الأكبر أمام هذه العلاقات، مشدداً على ضرورة توقف إيران عن التدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين ولدول مجلس التعاون. وأشار الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، إلى أن إيران تعامل المواطنين الشيعة في البحرين أو في العراق أو في باكستان أو في أي دولة في العالم على أنهم يتبعون مرشد الثورة كتابع وليس كمواطنين في بلدانهم، مؤكداً أن إيران لم تنجح في ذلك، إذ إن ولاء الأغلبية الساحقة من الشيعة في البحرين لوطنهم، قائلاً: «العراق بلد عربي عزيز ومحاولات السيطرة عليه جارية تحت اسم تصدير الثورة، والهيمنة على لبنان تحت اسم المقاومة وتحرير الأرض، أيضاً تصدير الثورة، نحن نحترم الشعب الإيراني وقراره ورأيه في أن يكون لديه ثورة في بلاده، فهذا قرارهم، لكن الثورة تبقى في البلد وتهتم بشؤون البلد وتتعلق بالبلد نفسه، والثورة ليست سلعة قابلة للتصدير، الثورة تتعلق بالبلد نفسه».