أكد وزير الخارجية، عادل الجبير، أن وتيرة النمو الاقتصادي والمتانة المالية للمملكة ستظل قوية. وقال وزير الخارجية، في تصريحاتٍ له خلال مشاركته أمس في منتدى «حوار المنامة»، إن المملكة قادرة على مواجهة عجز الموازنة هذا العام رغم هبوط أسعار النفط. سياسياً؛ أبدى الوزير اعتقاده بأن الأزمة في اليمن تدخل مرحلةً أخيرةً. وأشار إلى التقدم العسكري الذي حققه التحالف العربي الداعم للشرعية بقيادة المملكة وإلى موافقة الأطراف اليمنية المتمردة على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 وإجراء محادثات سلام مع الحكومة الشرعية «الأمر الذي نعتبره إشارة إيجابية ونحن ندعم هذه العملية». ومع إقراره بوجود بعض العقبات على الطريق؛ فإنه رأى أن النزاع دخل مرحلته الأخيرة، وأكد «نتطلع قُدُماً إلى يمنٍ مستقر ومزدهر»، حاثاً إيران على استغلال العائد المادي الذي سيتدفق إليها نتيجة رفع العقوبات عنها بعد اتفاقها النووي في التنمية الاقتصادية لا في السياسات العدائية. وفي شأن سوريا؛ اعتبر الجبير أن على موسكووطهران الاتفاق على سحب كل القوات الأجنبية من هذه البلاد وموعد وسبل مغادرة بشار الأسد. وأوضح أن «النقطتين اللتين كان عليهما خلاف هما موعد ووسيلة رحيل الأسد وموعد ووسيلة سحب القوات الأجنبية خصوصاً الإيرانية»، معتبراً أن محادثات فيينا المُقرَّر استئنافها خلال أسبوعين ستُظهِر مدى جدية رأس النظام السوري وداعمَيه موسكووطهران في البحث عن حل سلمي للأزمة. وكانت المملكة شاركت أمس الأول في اجتماع دولي في العاصمة النمساوية ضمّ ممثلي 17 دولة إضافةً إلى الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي لبحث الموضوع السوري. إلى ذلك؛ التقى وزير الخارجية أثناء وجوده في المنامة ملك البحرين، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي عهده، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ونائب رئيس مجلس الوزراء البحريني، الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة. وبحثت اللقاءات الثلاثة المستجدات الإقليمية والدولية والعلاقات الثنائية المتميزة بين الرياضوالمنامة. ووصف ملك البحرين العلاقات بين بلاده والمملكة بالتاريخية والراسخة والوثيقة، معبِّراً عن اعتزازه بعمقها ومتانتها وبما يشهده التعاون بين البلدين من تقدم وتطور في شتى المجالات. وأشاد الملك حمد بن عيسى بالدور التاريخي للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في ترسيخ مسيرة مجلس التعاون الخليجي والعمل على تطويرها وتعزيزها لكل ما فيه خير وصالح شعوب دول المجلس، منوِّها بخدمة القيادة السعودية قضايا الأمة العربية والإسلامية وجهودها في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. بدوره؛ أثنى الوزير الجبير على الدور الرائد للملك حمد بن عيسى في تعزيز العلاقات والروابط والصلات المتينة التي تجمع البلدين الشقيقين، مثمِّناً المواقف البحرينية المشرِّفة في خدمة قضايا مجلس التعاون والأمة العربية، وإسهاماتها الإيجابية في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. رأى وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، أن طهران كانت تستهدف ابتلاع بلاده وجعلها منطقة إيرانية تضم قواعد عسكرية «لكن الانتصارات التي تحققت عبر عاصفة الحزم أذهبت هذا الحلم بالتوسع أدراج الرياح». ونبَّه، في تصريحاتٍ صحفية على هامش منتدى «حوار المنامة»، إلى أهمية مقترح تأسيس قوة مسلحة عربية مشتركة، واصفاً تحالف «عاصفة الحزم» ب «تجربة عملية يمكن البناء عليها». وجدَّد الوزير اليمني التأكيد على ارتباط الحل في بلاده بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الملزِم بسحب الميليشيات المتمردة وأسلحتها من المدن، مشيراً إلى اتفاقٍ خليجي وعربي ودولي على تنفيذ القرار وتأييد عمليتي «عاصفة الحزم» و»إعادة الأمل». ودعا ياسين، خلال جلسات المنتدى، الدول المعنيَّة إلى التخلص من نظام بشار الأسد بأسرع وقت ممكن «لأن بقاءه في السلطة ولو لفترة قصيرة سيكون له توابع مستقبلية مثلما حدث في اليمن على يد المخلوع علي عبدالله صالح الذي استغل الفرصة وتمكن من ارتكاب جرائمه بمساعدة الحوثيين وإيران».