شددت قوات النظام السوري وحلفاؤها اليوم (الثلثاء) الخناق على شرق حلب عبر شنها هجمات على محاور عدة بغية تقليص مساحة سيطرة الفصائل المعارضة، في وقت أجبر تقدمها في حي مساكن هنانو المدنيين إلى النزوح. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن إن «قوات النظام وبدعم من حلفائها الروس والإيرانيين وحزب الله اللبناني تخوض اليوم معارك على جبهات عدة في حلب، خصوصاً في حي مساكن هنانو الواقع شمال شرقي المدينة»، موضحاً أنها «تقدمت أيضاً داخل حي الشيخ سعيد جنوبالمدينة». وتابع: «باتت قوات النظام تسيطر على ثلث حي مساكن هنانو حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين»، مشيراً إلى مقتل ثمانية مقاتلين معارضين على الأقل، من بينهم قيادي. وتحاول قوات النظام وفق المرصد التقدم من هذه الجبهة نحو الأحياء الشرقية. ودفعت المعارك من تبقى من سكان الحي الذين نزحت أعداد كبيرة منهم مع بداية النزاع في حلب، إلى الفرار خوفاً من اشتداد حدة المعارك. وقال عضو المجلس المحلي لمساكن هنانو ميلاد شهابي إن «المدنيين بدأوا بالفرار من الحي هرباً من الاشتباكات العنيفة» باتجاه الأحياء الجنوبية. وتزامنت المعارك في مساكن هنانو مع قصف جوي ومدفعي على مواقع الفصائل وأحياء عدة شرق المدينة، وفق المرصد، فيما سمع دوي القصف والغارات طوال ساعات الليل. وأعلن «المرصد» مقتل 141 مدنياً من بينهم 18 طفلاً خلال أسبوع من قصف قوات النظام الذي استؤنف بعد فترة من الهدوء، فيما أودت هجمات الفصائل المعارضة التي استهدفت الأحياء الغربية بالقذائف بحياة 16 مدنياً بينهم عشرة أطفال في الفترة نفسها. ومن جهة ثانية، دعا الجيش السوري في بيان مسلحي المعارضة إلى استخدام الأغذية الموجودة في المستودعات شرق حلب لإطعام الناس. ويثير التصعيد العسكري في حلب قلقاً دولياً حيال مصير المدنيين المحاصرين في الأحياء الشرقية والبالغ عددهم أكثر من 250 ألف شخص يعيشون ظروفاً مأسوية، خصوصاً بعد تعذر إدخال أي مساعدات اليهم منذ تموز (يوليو) الماضي.