انتهت منتصف الليلة الماضية الحملة الممهدة للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي ستجري غدا الأحد. وتبدو حظوظ فرانسوا هولاند مرشح اليسار في الفوز في أعقابها أهم مما هو عليه الأمر بالنسبة إلى نيكولا ساركوزي الرئيس المنتهية ولايته ومرشح اليمين. ومن العوامل الجديدة التي تدعم هذه الفرضية عدم تمكن ساركوزي من بز منافسه خلال المناظرة التلفزيونية التي جرت بينهما الليلة قبل الماضية والتي استمرت قرابة ثلاث ساعات وتأكيد فرانسوا بايرو زعيم تيار وسط اليمين أمس الأول أنه سيمنح هولاند صوته. وكان بايرو قد حصل على المرتبة الرابعة في أعقاب الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية محرزا تسعة بالمائة من أصوات الناخبين. وصحيح أنه لم يعط الذين صوتوا له تعليمات للتصويت هذه المرة لأحد المرشحين المتبقين إلى الدورة الثانية. ومع ذلك فإن أكثر من مائتين من كوادر الحزب الذي يتزعمه كانت قد أكدت بشكل مباشر وغير مباشر ضرورة التصويت لفائدة هولاند. وكان بايرو قد أخذ قبل يومين على نيكولا ساركوزي ابتعاده خلال الحملة الانتخابية عن المبادئ الديغولية والركض وراء أصوات اليمين المتطرف بتبني عدد من شعاراته ومنها اعتبار المهاجرين وبخاصة العرب والمسلمين والإسلام إحدى مشاكل فرنسا الكبرى. وبرغم وجود قناعة لدى الطبقة السياسية والرأي العام الفرنسي ووسائل الإعلام الفرنسية بأن فرانسوا هولاند سينتصر على نيكولا ساركوزي غدا ،فإن عمليات استطلاع الرأي تتوقع تقلص الفارق بين هولاند وساركوزي عما كان عليه من قبل . وكانت التوقعات من قبل تمنح أحيانا هولاند ستة وخمسين بالمائة من الأصوات. فأصبحت تمنحه نسبة من الأصوات تتراوح بين اثنين وخمسين وثلاثة وخمسين بالمائة من أصوات الدورة الثانية.