يحتفل لبنان اليوم، بالذكرى ال73 لاستقلاله، في عرض عسكري في جادة شفيق الوزان في بيروت، في حضور رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، بعد غياب دام 3 سنوات بفعل الشغور في رئاسة الجمهورية ويليه تقبل التهاني في القصر الجمهوري. وعشية العيد، شهد العديد من المناطق اللبنانية احتفالات بالمناسبة وأحيت مدارس الذكرى وتم وضع أكاليل من الزهور على أضرحة رجال الاستقلال ال15 باسم الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وتمام سلام على وقع موسيقى الجيش ولحن الموتى والنشيد الوطني. وتلقى عون برقيات تهنئة للمناسبة أبرزها من سلطان عمان قابوس بن سعيد الذي تمنى للشعب اللبناني «كل التقدم والرقي والازدهار». وأعلنت السفارة الإماراتية لدى لبنان أن «رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أبرق إلى الرئيس عون مهنئاً». وعبر عن «تمنياته له بالتوفيق وللشعب اللبناني الشقيق بالخير». وبعث كل من نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، برقيتي تهنئة مماثلتين إلى عون. ورأى السفير البريطاني هيوغو شورتر، أن «من المشجع أن نرى أخيراً رئيساً «صنع في لبنان» لطالما نادى المجتمع الدولي بانتخابه وكل هذا الزخم في مفاوضات الرئيس الحريري لتشكيل حكومة». وأشار إلى أن «الرئيس انتُخب بمبادرات محلية ومن دون توجيهات خارجية». واعتبر أن «تشكيل حكومة نشيطة يمثل فرصة للبنان لجذب دعم جديد من الأسرة الدولية. لذلك من الضروري أن تخاطب الحكومة شركاءها في المجتمع الدولي بصوت موحد». وأشار إلى أن «الكل أشاد ورحّب بقول الرئيس إنه سيكون رئيساً للجميع وبأنه سيحترم الاتفاقيات الدولية»، معتبراً هذا الأمر «مهم للمجتمع الدولي الذي يود أن يعرف ويلمس في عمل الدولة أن ما من جهة ستكون مفضلة على غيرها، وأنه سيتم احترام قرارات الأممالمتحدة وإعلان بعبدا». وقال: «الأهم أن انتخاب رئيس يعني أن الجميع جاهز للبدء بتحضير الانتخابات البرلمانية العام المقبل بعد طول انتظار». وهنّأ مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان عون وبري وسلام والحريري بذكرى الاستقلال، وأكد حرصه على «سرعة تشكيل حكومة مسؤولة وعاملة، وصاحبة مبادرة وإبداع، وسط الظروف الصعبة التي تحيط بلبنان، والأحداث الجارية في الجوار العربي». وأعلن رفض دار الفتوى «أي مس بأي سلطة أو مؤسسة، سواء كانت رئاسة الجمهورية، أو رئاسة المجلس النيابي، أو رئاسة مجلس الوزراء، وتحذر منه، لأن ذلك يفقد الدولة هيبتها ومكانتها». ووضع وزراء ونواب أكاليل زهر على أضرحة: بشارة الخوري وصائب سلام وفؤاد شهاب ورياض الصلح ورفيق الحريري وعدنان الحكيم والأمير مجيد أرسلان وصبري حمادة وكميل شمعون وعبد الحميد كرامي وسليم تقلا وبيار الجميل وعادل عسيران وحميد فرنجية وحبيب أبو شهلا. قهوجي للعسكريين: استعدوا لأدوار المرحلة - أكد قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي في أمر اليوم للعسكريين، لمناسبة الذكرى ال73 للاستقلال أن انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون «فتح صفحة جديدة، وأعاد صوغ خطوط عريضة لواقع سياسي شهد ما شهده من انقسامات واصطفافات خلال المرحلة الماضية، وسيؤسس من دون شك لانصهار وطني منشود، تحت عناوين سيادية تحصن الداخل من أخطار تحوطه، ما انفكت تقرع طبول إرهابها على حدوده من أقصاها إلى أقصاها». ورأى ان «عيد الاستقلال يحضر هذا العام معه الأمل الذي افتقدناه في سنوات الفراغ الرئاسي، ليبشر بحقبة واعدة في انتظام عمل مؤسسات الدولة وتكامل أدوارها، وليتعزز الاستقرار الذي صنعتموه طوال الفترة السابقة». وقال: «عبرتم بالوطن في أدق الظروف وأقساها إلى ضفة استقرار طبيعي بواقعه الأمني وسلمه الأهلي، تشارككم في تحصينه من اليوم وصاعداً مؤسسات دستورية تستعيد مكانتها، كان لكم الدور الكبير في حماية استحقاقاتها، وتتطلعون إليها بملء الثقة كي تستكمل خطوات تعزيز قدراتكم عتاداً متطوراً قادراً على مواجهة التحديات»، ولفت الى ان «ما ينغص علينا فرحة العيد، استمرار الإرهابيين بخطف بعض جنودنا الأبطال، الذين لن نألو جهداً وفرصة في سبيل كشف مصيرهم وتحريرهم، وأيضاً فقدان شهدائنا الأبرار الذين افتدوا بأرواحهم وطننا وشعبنا من شرور لو تحققت ما كنا لنعرف نهاية لها». اضاف: «كونوا فخورين بكل ما أنجزتم، بصمودكم في مواجهة العدو الإسرائيلي على الحدود الجنوبية، وتعاونكم المثمر مع القوات الدولية تنفيذاً للقرار 1701، وبانتصاركم على الإرهاب وشبكاته التخريبية على الحدود وفي الداخل، وبحمايتكم الاستقرار الأمني والسلم الأهلي، وتوفير مناخات استمرار عمل المؤسسات الدستورية التي كانت قائمة خلال فترة الشغور الرئاسي، والأهم المساهمة وفق دوركم في إنجاح إتمام الاستحقاق الرئاسي». وزاد: «كونوا فخورين بأنه ببطولات شهدائكم وجرحاكم وبشجاعتكم على رغم إمكاناتكم المتواضعة، أثبتم أنكم الأكثر كفاءة قتالية بين الجيوش، واستحققتم تنويهات أهم المدارس العسكرية العالمية. واعلموا أن هذه الثقة الكبيرة بمؤسستكم، شجعت الدول الصديقة على مد يد المساعدة لكم في الوقت الذي كان الشلل ينخر في مفاصل وشرايين مؤسساتنا». وقال: «تمسكوا بعقيدتكم القتالية وبثقافتكم الوطنية التي أثبتم من خلالها أنكم قوة عصية على الاستهداف، ومحصنة من أمراض التحريض السياسي والطائفي وسواهما. جيشكم كان وسيبقى الوسادة الآمنة التي تغفو عليها جفون اللبنانيين، فاستعدوا لأدوار تتطلبها المرحلة الجديدة، وبرهنوا كما أثبتم دائماً أنكم الخيار الصائب والأمل الذي لا يخيب».