مع تفاعل السجالات حول تعيينه ثلاثة من صقور المحافظين في مناصب حساسة، توجه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى ولاية نيوجيرزي أمس، لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في ناديه للغولف في منطقة بدمينستر حيث ينضم إليه حاكم ماساتشوستس الجمهوري السابق ميت رومني الذي نافسه على ترشيح المحافظين للرئاسة. وأطلق لقاء ترامب - رومني تكهنات باحتمال إسناد ترامب حقيبة الخارجية إلى رومني على رغم كونه أكثر منتقديه شراسة. في الوقت ذاته، كثرت التساؤلات والشكوك حول مهنية الرئيس المنتخب وانعدام خبرة المحيطين به، وذلك بعدما اقتصر الحضور في لقائه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الأسبوع الحالي على ابنة ترامب إيفانكا وزوجها رجل الأعمال جاريد كوشنر، ما أثار مخاوف من تضارب مصالح ونفوذ للعائلة في الإدارة المقبلة. تزامن ذلك مع قرار الرئيس المنتخب دفع 25 مليون دولار أميركي لتسوية دعاوى رفعها طلاب ضد «جامعة ترامب» بتهمة التحايل. وفيما استعد ترامب لعقد خلوة مع رومني، نقلت شبكة «سي أن أن» وصحيفة «واشنطن بوست» عن مصادر قريبة من حاكم ماساتشوستس السابق، أن «شعوره بالمسؤولية يوجِد لديه رغبةً في مساعدة ترامب في تشكيل فريقه» للبيت الأبيض. ورأى محللون أن اختيار رومني يشكل عملية «رأب صدع» داخل الحزب الجمهوري وتجاوز انقسامات سادت خلال الحملة الانتخابية، كما أن وجود الحاكم الجمهوري السابق في الفريق يعزز مصداقية الإدارة المقبلة. وقال وزير الدفاع الأميركي السابق وليام كوهين وهو جمهوري تولى منصبه في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، إن اختيار رومني «سيشكل رسالة للمتشددين والمعتدلين» في الحزب الجمهوري. وأكد شون سبايسر الناطق باسم الرئيس المنتخب خلال الفترة الانتقالية، أن ترامب «يرغب في اختيار أفضل العناصر وأذكاها من بين مؤيديه ومعارضيه، في سبيل المضي بالبلاد قدماً». وأضاف أن «اللقاء مع رومني فرصة لسماع أفكاره وآرائه». إلى ذلك، دخل الرئيس المنتخب في سجال مع فرقة مسرحية «هاملتون» في نيويورك التي غمزت من قناة مواقفه العنصرية بحضور مايك بنس نائب الرئيس المنتخب، ودعا فريق الممثلين إدارة ترامب إلى المحافظة على «قيم أميركا». وقال ترامب إن نائبه تعرض لتحرش سياسي، داعياً الفرقة المسرحية إلى الاعتذار. في غضون ذلك، جدد ناشطون دعوتهم الناخبين الكبار ال270 الذين سيجتمعون الشهر المقبل لتثبيت فوز ترامب بالرئاسة، إلى حرمانه من أصواتهم، وذلك في محاولة لا سابق لها لعزل الرئيس المنتخب يُتوقع ألا يُكتب لها النجاح قانونياً. ووزع الناشطون عريضة لجمع تواقيع، كما أطلقوا حملة على مواقع التواصل لدفع أعضاء الكليات الانتخابية إلى التراجع عن تثبيت فوز ترامب، وهو أمر لم يحصل في تاريخ أميركا الحديث، إذ يلتزم الناخبون الكبار بموجب التقاليد بنتيجة التصويت يوم الانتخابات التي جرت في الثامن من الشهر الجاري. على صعيد آخر، تعهد رؤساء بلديات سبع مدن أميركية كبرى، بعدم التزام سياسة الهجرة التي أعلن عنها ترامب وتقضي بطرد المهاجرين غير الشرعيين أو سجنهم. وقال رؤساء البلديات الديموقراطيون لنيويورك وشيكاغو وسياتل ولوس أنجليس وفيلادلفيا وسان فرانسيسكو وبروفيدانس، إنهم سيقدمون المأوى للمهاجرين بمعزل من إرادة الحكومة الفيديرالية، وسيوجهون الشرطة في تلك المدن إلى عدم التعاون مع الأجهزة الفيديرالية في هذا الشأن.