دعا القادة الأوروبيون والرئيس الأميركي باراك أوباما، في ختام محادثات في برلين أمس، الى مواصلة التعاون داخل الحلف الأطلسي (ناتو) وإبقاء العقوبات على موسكو والمرتبطة بأزمة أوكرانيا. وكان ترامب الذي ما زالت نياته الدقيقة غير معروفة بعد عشرة أيام على فوزه في الانتخابات، صرح خلال الحملة انه يريد إعادة النظر في عمل الحلف، داعياً الى تقارب مع موسكو. وأفاد البيت الأبيض بعد اللقاء الوداعي في برلين مع رؤساء حكومات بريطانيا تيريزا ماي وإسبانيا ماريانو راخوي وايطاليا ماتيو رينزي والمستشارة الألمانية انغيلا مركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بأن المجتمعين «اتفقوا على الحاجة الى مواصلة العمل معاً في إطار الهيئات متعددة الأطراف مثل الحلف الأطلسي (ناتو)، وللمضي قدماً في جدول الأعمال عبر الأطلسي. وكان الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ قال إنه «واثق من أن الرئيس ترامب سيُحافظ على قيادة الولاياتالمتحدة في الحلف»، مشيراً إلى أن فريقه يسعى الى ترتيب اتصال هاتفي مع الرئيس المنتخب. وزاد: «سأبلغ الرئيس ترامب بأن زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي أحد أهم أولوياتي، وأن وزراء دفاع كل الدول الأعضاء في الحلف وافقوا على زيادة موازنة الدفاع، فيما تبقى العقبة الرئيسية إقناع وزراء المال بالأمر». وأشار ستولتنبرغ الى أن زيادة الإنفاق الدفاعي «ضروري حين تزيد التوترات»، في إشارة الى الاضطرابات في دول شمال أفريقيا وتهديد المتشددين الإسلاميين، وضم روسيا لجزيرة القرم عام 2014. وأضاف: «بدأنا التحرك، لكن أمامنا طريقاً طويلاً جداً. أنا على ثقة من أن ترامب سيجعل هذا الأمر أولويته القصوى في تعامله مع الحلف». على صعيد آخر، وصف رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الرئيس ترامب بأنه «زعيم جدير بالثقة»، بعدما التقاه لمدة 90 دقيقة في نيويورك لمحاولة استيضاح تصريحات أدلى بها ترامب خلال حملته الانتخابية، وتناولت احتمال حيازة اليابان أسلحة نووية ومطالبة الحلفاء بدفع مزيد من الأموال لإبقاء قوات أميركية على أراضيهم، ورفضه اتفاق التجارة الحرة بين الولاياتالمتحدة و11 دولة أخرى عبر المحيط الهادئ، ما أثار قلقاً في شأن التحالف بين البلدين. وقال آبي الذي عمل عن كثب مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في شأن اتفاق الشراكة الذي مثل جزءاً من حملة أوباما لمواجهة تصاعد قوة الصين، وركناً أساسياً في إصلاحات آبي الاقتصادية: «لا تعمل التحالفات بلا ثقة، وأجرينا محادثات صريحة، في أجواء تتسم بالدفء». وقدم آبي الى ترامب عصا غولف، وتلقى منه زياً للعبة ذاتها. وأظهرت الصور التذكارية التي التقطت داخل قاعة الاجتماعات المزخرفة في برج ترامب أن آبي لم يُرافقه إلا مترجم، بينما كانت إيفانكا، ابنة ترامب، الى جانب أبيها مع زوجها جاريد كوشنر، وهو أحد مستشاري ترامب، والجنرال المتقاعد مايكل فلين الذي قد يُكلف منصب مستشار الأمن القومي. وكتب ترامب على صفحته على الانترنت: «استمتعت بمرور رئيس الوزراء شينزو آبي بمنزلي (برج ترامب في نيويورك)، وبدء صداقة رائعة». وأشار آبي الى انه اتفق مع ترامب على عقد لقاء آخر «في موعد مناسب لبحث مواضيع أوسع بعمق أكبر». لكن لم يتضح إذا كان ذلك سيحصل قبل تولي ترامب الرئاسة في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل. وكانت كيليان كونواي، المسؤولة في فريق ترامب قالت لشبكة «سي بي إس» إن «أي محادثات أعمق تتعلق بالسياسة والعلاقة بين اليابانوالولاياتالمتحدة يتعين أن تنتظر لما بعد التنصيب». الى ذلك، أعلن سو سي بيونغ، سفير كوريا الشمالية لدى مقر الأممالمتحدة في جنيف، أن بلاده قد تطبع علاقاتها مع الولاياتالمتحدة إذا سحبت الإدارة الجديدة بقيادة ترامب القوات والعتاد من كوريا الجنوبية، وأمنت ابرام معاهدة سلام تنهي الحرب في شبه الجزيرة الكورية. وقال سو: «نواصل سياسة التطوير المتزامن لبرنامجنا النووي، واقتصادنا»، في وقت استهل مسؤولون كوريون شماليون على رأسهم تشو سون هوي مفاوض كوريا الشمالية في المحادثات المتوقفة في شأن برنامجها النووي، مناقشات غير رسمية مع أكاديميين ومسؤولين أميركيين سابقين في جنيف. ولم تعقد البلدان أي محادثات رسمية منذ تولي كيم جونج أون السلطة في كوريا الشمالية عام 2011. على صعيد آخر، أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية الأميركية انها ستراقب عن كثب الرئيس ترامب بسبب التصريحات التي أدلى بها خلال حملته الانتخابية عن تأييده استخدام وسائل استجواب عنيفة ترقى الى التعذيب خلال استجواب موقوفين يشتبه في تورطهم بالإرهاب. وقال المدير التنفيذي للمنظمة كينيث روث: «لا آخذ ما قاله ترامب خلال الحملة الانتخابية على محمل الجد تماماً، ونحن لا نفترض الأسوأ، لكننا نضغط كي لا يصبح الأسوأ هو السياسة الرسمية». وأسف روث لعدم مضي الرئيس المنتهية ولايته أوباما حتى النهاية في الملاحقات القضائية ضد مرتكبي عمليات التعذيب، ولم يغلق الباب امام احتمال أن يستأنف ترامب العمل بهذه التقنيات المثيرة للجدل، والتي استخدمت في عهد جورج بوش الابن (2001 -2009).