دفع الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية في السنوات الأخيرة الحكومة السورية إلى اتخاذ قرار يسمح للقطاع الخاص المحلي والعربي والأجنبي بإنشاء محطات لتوليد كهرباء وتشغيلها بموجب آلية عمل «بي او تي». وسارعت في بناء محطات كهرباء جديدة وتوسيع محطات قائمة لمواجهة العجز في الطلب. وأعلن نائب رئيس الوزراء السوري عبدالله الدردري في وقت سابق أن بلاده وقعت عقوداً بخمسة بلايين دولار لإنتاج 5000 ميغاواط كهرباء، تصبح في الخدمة قبل نهاية 2013. وأكد أن إنجاز هذه العقود يزيد إنتاج الكهرباء في سورية خلال السنوات الخمس المقبلة 70 في المئة. وتواجه سورية طلباً متزايداً على الكهرباء بين 8 و10 في المئة سنوياً، ما يجعلها في حاجة إلى محطة توليد جديدة بطاقة 700 ميغاواط سنوياً تكلّف 1.4 بليون دولار. وتقدر وزارة الكهرباء العجز بما بين3 و4 آلاف ميغاواط/ساعة. ولتلبية الطلب المتزايد، وقعت «المؤسسة العامة لتوليد ونقل الطاقة الكهربائية» نهاية العام الماضي، عقوداً لتوسيع ثلاث محطات للطاقة الكهربائية (دير علي وتشرين بالقرب من دمشق ومحطة جندر بالقرب من حمص) ما يضيف 1600 ميغاواط/ساعة. وتسعى المؤسسة إلى التعاقد لبناء محطة باقدرة 750 ميغاواط في مدينة دير الزور، وتدرس عروضاً متعلقة بإضافة مجموعات قدرتها 450 ميغاواط في محطة الناصرية قرب دمشق أيضاً. وتشير إحصاءات رسمية إلى أن استهلاك سورية من الطاقة بلغ العام الماضي 44.5 بليون كيلوواط في الساعة. وتوقع وزير الكهرباء احمد قصي كيالي أن يرتفع الاستهلاك الكلي على الكهرباء إلى 47.5 بليون كيلوواط/ساعة والى 63 بليون كيلواط/ساعة في 2015. وعزا سبب ازدياد الطلب على الكهرباء، إلى «التقدم والتطور الذي تشهده سورية والى المشاريع الصناعية والسياحية والخدمات وغيرها، إضافة إلى ارتفاع مستوى حياة الأفراد وازدياد السكان». وقال كيالي ل «الحياة»: «إن سورية استوردت في العام الماضي 484 مليون كيلوواط/ساعة عبر شبكات الربط وصدّرت 614 مليوناً. وأعلنت المؤسسة العامة للكهرباء عن طلب عروض لإنشاء أول محطة كهرباء خاصة بكلفة 300 مليون دولار في منطقة الناصرية قرب دمشق لتوليد 250 ميغاواط. وقالت المؤسسة إن لدى المستثمرين الراغبين في دخول المناقصة، فرصة لغاية 27 أيلول (سبتمبر) اليوم، لتقديم طلباتهم لإنشاء المحطة الجديدة التي يعلن عنها في الربع الأول من السنة المقبلة. وأكدت أن المحطة الجديدة تعمل بالغاز أو الفيول الثقيل، وسيكون أمامها 20 سنة لتشغيلها. لافتة إلى وجود شركات بريطانية تقدم المشورة إلى الحكومة السورية لتنفيذ المشروع الذي يحتاج «إلى مستثمرين لديهم القدرة المالية والخبرة الكافية». وتحاول دمشق الاعتماد على مصادر بديلة لتأمين الطاقة وتوليد الكهرباء مع تناقص النفط، واتفقت مع إسبانيا على إنشاء مزرعة رياح في سورية لإنتاج الطاقة الكهربائية باستطاعة 50 ميغاواط بتمويل اسباني. وأدت موجة الحر الشديدة التي شهدتها البلاد في آب (أغسطس) إلى تسجيل ذروة غير مسبوقة في الطلب على الطاقة تجاوزت 7500 ميغاواط. واعتمدت وزارة الكهرباء سياسة التقنيين في جميع المحافظات السورية، وحضَّت المواطنين على اتباع سلوكيات الترشيد والابتعاد عن الإسراف والهدر. ودفعت موجة الحر سورية إلى الاعتماد على تركيا لسد النقص في الطاقة الكهربائية ليصبح الحجم الكلي للطاقة التي تضخها تركيا إلى سورية500 ميغاواط/ساعة، في حين أوقفت السلطات المصرية تصدير نحو 450 ميغاواط/ساعة إلى دول خط الربط العربي وهي سورية ولبنان والأردن على خلفية الاحتجاجات ضد أزمة انقطاع التيار الكهربائي في مصر.