أصدرت الأممالمتحدة بياناً بعد مرور شهر على انطلاق عملية تحرير الموصل جاء فيه أن عشرات آلاف العائلات تحتاج إلى مساعدة عاجلة في المناطق التي تمت استعادتها حديثاً وتضررت البنية التحتية المدنية فيها. وأعربت عن قلقها لاقتراب العمليات العسكرية من المناطق المكتظة. وجاء في بيان لبعثة المنظمة الدولية «يونامي» أن «شهراً كاملاً مر على العمليات العسكرية المكثّفة لاستعادة السيطرة على الموصل، ما يزيد الأزمة الإنسانية تفاقماً في البلاد، حيث كان هناك 10 ملايين شخص بالفعل في حاجة إلى مساعدات إنسانية». وأضاف أن «المناطق التي تمت استعادتها حديثاً، تضررت فيها البنية التحتية المدنية مثل محطات المياه والكهرباء والمدارس والمستشفيات، كما أنَّ الخدمات الطبية غير متوافرة في كثير من الأحيان. وتعاني الأُسر من الجوع بسبب فقدان سُبل كسب العيش، وإيقاف الإنتاج والإمدادات الغذائية، وزيادة أسعار المواد الغذائية في الأسواق، وتضطر العديد من الأُسر إلى شرب المياه غير المعقّمة من الآبار. ولم يتلقَ أطفالها اللقاحات اللازمة ضد الأمراض، ولا يحصلون على التعليم النظامي، وكثير منهم في حاجة ماسّة إلى الدعم النفسي والاجتماعي». واعتبر «التلوث الشديد المتمثّل بالألغام في المناطق التي تمت استعادتها حديثاً وسياسة الأرض المحروقة التي يستخدمها أعضاء الجماعة المسلحة المسيطرة على الموصل، تُشكّل أخطاراً فورية وطويلة الأجل على السكان والبيئة». وأفادت ليز غراندي، منسقة الشؤون الإنسانية في العراق أن «ما يقرب من 59000 شخص، بينهم 26000 طفل نزحوا حديثاً». ولفتت الى أنَّ «أكثر من نصف النازحين من النساء والفتيات والأُسر التي تعيلها إناث، وغالباً ما تكون هذه الفئة من الناجيات من الانتهاكات الجنسية وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان». وأوضح البيان أن «هناك حاجة ماسّة إلى موارد إضافية لدعم عشرات الآلاف من الأُسر التي تحتاج إلى المساعدة العاجلة. ومع اقتراب فصل الشتاء، وانخفاض درجات الحرارة في شكل كبير في الليل، تحتاج الأُسر، وكثير من الذين فروا من ديارهم وليس في حوزتهم شيء تقريباً، إلى مدافئ وبطانيات ولوازم فصل الشتاء الأخرى». وأعربت عن قلقها من اقتراب العمليات العسكرية من المناطق المكتظة بالسكان في الموصل، وقالت «يشعر العاملون في المجال الإنساني بقلقٍ متزايد حول قدرة الأُسر المتضررة من الصراع على الوصول إلى بر الأمان والحصول على المساعدة» ولم تستبعد «حدوث أسوأ الاحتمالات، فقد يتعرّض ما يصل إلى مليون شخص للخطر الشديد المتمثل بتبادل إطلاق النار والقناصة، وتلوث العبوات الناسفة والطرد القسري والاستخدام كدروع بشرية». ودعا البيان «جميع أطراف الصراع إلى بذل قصارى جهدهم لحماية حقوق وأرواح المدنيين والالتزام بالقانون الدولي الإنساني». ووقع البيان ممثلو 17 منظمة دولية في العراق.