فيما تواصلت أمس، لليوم العاشر على التوالي، عملية استعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش، تزايدت التحذيرات من إقدام عناصر ميليشيات الحشد الشعبي على ارتكاب جرائم وأعمال عنف بحق النازحين، لاسيما بعد انتشار مقاطع فيديو تصور عمليات تعذيب للفارين من المدينة. وتزايدت أمس، وتيرة المعارك في منطقة سهل نينوى، بينما طوقت قوات البشمركة الكردية قرى في غرب بعشيقة وبدأت باقتحامها. وأشارت مصادر محلية مطلعة، إلى تحليق طيران التحالف الدولي في طلعات استكشافية على معظم منطقة سهل نينوى، تمهيدا لقصف مواقع المتطرفين، لتسهيل اقتحامها للمقاتلين على الأرض، في الوقت الذي تعزز فيه تلك القوات من تمركزها حول بعشيقة، التي ستشكل ضربة قاصمة للتنظيم في حال استعادتها بالكامل. وتشهد قرى شمال وشرق الموصل، موجة نزوح كبيرة لمئات العائلات الذين فروا من النزاع الدائر في المدينة، حيث فرت نحو 500 عائلة، استجابة لأوامر القوات العراقية بإخلاء بعض القرى نظرا لخطورة تعرض أهاليها للمخاطر الأمنية، في الوقت الذي أكدت فيه وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة، أن القتال أجبر نحو 9 آلاف شخص، على ترك منازلهم.
تراجع الدواعش في مناطق أخرى من الموصل، تمكنت قوات البشمركة من استعادة بلدة كرمليس، وقريتي خزنة وطوبزاوة، التابعة لقضاء الحمدانية بالمحور الشرقي لمدينة الموصل، فيما تتعرض في مناطق أخرى بمدينة سنجار غرب الموصل، لهجمات متفرقة من داعش بين الحين والآخر، وذلك كوسيلة مراوغة وتشتيت الانتباه على مقاتليه في مدينة الموصل. أكد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، أول من أمس، أن داعش أصبح في موقع دفاعي، بعد ما كان عليه من القوة والهيمنة، لافتا إلى أن استعادة الموصل تعني انتهاء رمزيته بشكل عام بالعراق، في الوقت الذي أعلن فيه وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، بدء الاستعدادات لعزل مدينة الرقة السورية، التي تقع تحت قبضة التنظيم المتشدد، بالتزامن مع الهجوم المستمر على مدينة الموصل، فيما حذرت أوساط سياسية من كارثة إنسانية في ناحية القيارة، نتيجة التلوث البيئي الذي يتعرض له المدنيون من أعمدة الدخان المتصاعدة، بسبب حرق داعش لآبار النفط، إضافة إلى التلوث الناتج عن معمل كبريت المشراق.
انتهاكات النازحين رفضت حكومة كركوك المحلية استقبال نازحي الموصل، بينما هجرت مئات العائلات من العرب والتركمان، وذلك بعد تعرض المدينة لهجوم داعشي الأسبوع الماضي. وأوضح القيادي في الجبهة العربية بزعامة صالح المطلك، مثنى الجبوري في تصريحات إلى "الوطن"، أن قوات الأشايس الكردية قامت بإجبار 270 أسرة عربية وتركمانية على ترك منازلها الواقعة في مناطق متفرقة في المحافظة، بحجة التعاون مع تنظيم داعش، داعيا الحكومة المركزية إلى التدخل السريع، للحد من ممارسات قوات الأمن الكردية التعسفية ضد المدنيين. وكانت منسقة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ليز جراند، قد أعربت عن قلقها من إجبار السلطات الكردية للعائلات العربية على مغادرة كركوك، فيما وصل إلى المدينة أول من أمس، رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، وعقد اجتماعا مع المحافظ وعدد من المسؤولين المحليين. وقال ممثل المحافظة في مجلس النواب، محمد تميم، في تصريح إلى "الوطن" إن "زيارة الجبوري تأتي للوصول إلى تفاهمات بخصوص تعرض العرب والتركمان لعمليات تهجير قسري وتفعيل الإجراءات القضائية بحق المطلوبين المتهمين بالتعاون مع تنظيم داعش".