تواصل القوات العراقية تقدمها للضغط على «داعش» في محيط الموصل بعدما دخل «الحشد الشعبي» إلى مطار بلدة تلعفر الواقعة غرب المدينة سعياً الى قطع خطوط إمداد الإرهابيين من سورية. وأعلنت فصائل «الحشد» أنها دخلت إلى مطار تلعفر وتخوض مواجهات مع مسلحي «داعش» وتجري عمليات بحث عن مفخخات زرعوها داخل المطار الذي يقع على بعد ستة كيلومترات جنوب البلدة. وجاءت هذه العملية في إطار السعي إلى استعادة السيطرة على تلعفر الواقعة على بعد 50 كيلومتراً غرب الموصل لعزل التنظيم داخل آخر أكبر معاقله في العراق. وفي السابع عشر من تشرين الأول (أكتوبر) بدأت القوات مدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة أكبر عملية يشهدها العراق منذ سنوات لاستعادة الموصل التي يسيطر عليها «داعش» منذ 2014. وبعد مرور شهر على الهجوم الضخم من محاور عدة، بدأت القوات التقدم نحو مطار الموصل الواقع على الأطراف الجنوبية للمدينة. وقال ضابط من قوات الشرطة الاتحادية إن هناك خططاً للتقدم بحيث تصبح القوات على بعد أربعة كيلومترات من المطار. وعلى الجبهة الشمالية، تمركزت أعداد من الوحدات العسكرية على مسافة قريبة من أحياء المدينة فيما تمركزت قوات مكافحة الإرهاب في العمق من المحور الشرقي. وتواصل قوات مكافحة الإرهاب التقدم أيضاً من الجهة الشمالية الشرقية، فيما يتحرك الجيش باتجاه المحور الجنوبي الشرقي. وتواجه القوات في كلا المحورين مقاومة شرسة، ومن المتوقع أن تلتقي خلال الساعات أو الأيام المقبلة. ومن شأن ذلك تعزيز قبضتها على الجانب الشرقي، لكن ما زال أمامها الكثير من القتال الصعب داخل الشوارع الضيقة للمدينة القديمة الواقعة في الضفة الغربية لنهر دجلة. واستعد «داعش» لمعركة الموصل، لكن استراتيجيته ما زالت غير واضحة، وأشار الباحث مايكل نايتس من «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» إلى أنه من الصعب التنبؤ ما إذا كان الأسوأ لم يأتِ بعد. وقال: «قد يكون القتال على شكل قشرة قاسية وداخل لين، وقد يكون كل القتال قاسياً». ودفعت القوات العراقية والمدنيون ثمناً باهظاً خلال الشهر الأول من معارك الموصل، على رغم عدم إعلان السلطات حتى الآن أرقاماً بأعداد الضحايا. ففي شرق المدينة قتل أمس ثلاثة أطفال وأصيب أكثر من 24 مدنياً في هجمات بقذائف هاون وعبوات ناسفة، على ما قال المسعفون في مستشفى ميداني عند أطراف الموصل. وبدأ السكان المصابون بالتوافد إلى المستشفى بعد وقوع الهجوم بقذائف الهاون حوالى الساعة 11.00 بالتوقيت المحلي، وملأوا كل الأسرة التسعة الملطخة بالدماء في غضون دقائق، وأجبر جرحى آخرون على الجلوس في مقاعد بلاستيكية أو التمدد على السجاد المغطى بالتراب. وغطى المسعفون جثة شاب بكفن أبيض، فيما كان أحد أقربائه ينتحب قربه. وقال حسن الذي أصيب في جانبه الأيسر مع إخوته الثلاثة «كنا ننتظر الغداء في بيتنا في حي السماح عندما ضرب الهاون». وكان الرجل الممدد على جنبه في أحد الأسرة، يسأل المسعفين عن حال طفله الرضيع جاسم الذي كان يتلقى العلاج في مكان قريب جراء إصابته في عينيه. وأضاف: «لا أعرف من بقي في البيت».