فيما كثفت قوات البيشمركة الكردية أمس، من هجماتها نحو الموصل، واقتحمت قرية بعشيقة التي كانت تحت سيطرة مسلحي داعش، ويخوض الجيش العراقي مسنودا بطائرات التحالف الدولي، حربا ضروسا على المحور الشرقي من المدينة، كشف نائب رئيس هيئة ميليشيا الحشد الشعبي، أبومهدي المهندس، أول من أمس، أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بات يشرف ويقود تقدم الميليشيات في الجانب الغربي من الموصل، وذلك بعد طلب رسمي من الحكومة العراقية، الأمر الذي يزيد من كشف دور إيران المشبوه في عملية تحرير الموصل. وبعد اعتراف ميليشيا الحشد الشعبي بالمشاركة والدعم الإيراني المؤكد، اعتبر مراقبون أن هذا الأمر يتناقض كليا مع خطابات رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، التي أكد فيها أن دور ميليشيا الحشد سيقتصر على إسناد قوات الجيش، ولن يكون لهم تحرك منفصل، إلا أن الأحداث على أرض الواقع تثبت عكس ذلك، فقد سارعت الميليشيات إلى التحرك نحو مدينة تلعفر غربي الموصل، وبدأت بإدارة معاركها منفردة، بتنسيق وقيادة إيرانية. وإضافة إلى اعتراف الميليشيا بوصول سليماني إلى أرض المعركة، فقد أكدت حركة النجباء المنضوية تحت ميليشيا الحشد أن إيران أرسلت عددا من مقاتليها في معركة الموصل، وهو ما تؤكده التقارير التي أشارت إلى أن عسكريي إيران يشرفون بصورة فعلية على تحرير الموصل، لتحقيق مجموعة أهداف تتوافق مع مصالحهم. البيشمركة تتقدم دخلت الدفعة الأولى من قوات البيشمركة أمس، والتي تضم نحو ألفي مقاتل، بلدة بعشيقة، بواسطة مدرعات، وسيارات رباعية الدفع، إضافة إلى المدافع الثقيلة التي تدك مواقع المتشددين داخلها، في وقت تشير فيه إحصاءات رسمية إلى أن عدد المتحصنين داخل البلدة يقدر بنحو 100 عنصر، فضلا عن السيارات الملغومة. وبحسب مصادر أمنية ميدانية، فإن التنظيم المتطرف سعى خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وتزامنا مع خنقه من جميع محاور مدينة الموصل، إلى تفجير عدد من المركبات المفخخة، وصلت في الجهة الشرقية إلى 100 تفجير، فيما بلغت في المحور الجنوبي أكثر من 140، في مسعى إلى تشتيت القوات المقاتلة ضده، وإعادة تمركز مقاتليه. إلى ذلك، أحكمت القوات العراقية تقدمها نحو المحور الجنوبي من الموصل، وأعلنت استعادتها عددا من البلدات، بعد استعادة حمام العليل، وهي آخر بلدة جنوبية قبل الموصل، ووصلت إلى مسافة قريبة من مطار الموصل، فيما أحكمت خناقها على المحور الشمالي للمدينة، وحررت منطقة بعويزة، ودخلت منطقة السادة، وفتحت الطريق باتجاه منطقة الشلالات. استخدام الغازات السامة أفادت مصادر عسكرية كردية بأن الدواعش بدؤوا بنشر طائرات بدون طيار ملغومة في بلدة بعشيقة، وقذائف مدفعية بعيدة المدى، مملوءة بالغازات السامة مثل الكلور والخردل، فضلا عن تمركز القناصة في عدد من الأبنية، واستخدام النساء والأطفال دروعا بشرية. ويؤكد مراقبون أن كل تلك الأساليب التي يصنعها داعش، ما هي إلا محاولة منه لالتقاط أنفاسه، بعد أن بدأ يشعر بقرب فنائه، مشيرين إلى أنه أصبح الآن في موقع دفاع لا هجوم، وما رسالة زعيمه الأخيرة التي أراد أن يشحن فيها عزم مقاتليه إلا دليل على ذلك.