جدة - أ ف ب - فرض المدير الفني لفريق الاتحاد السعودي لكرة القدم البرتغالي مانويل جوزيه حضوره بقوة في الملاعب السعودية منذ إشرافه على «العميد» مطلع الموسم الحالي، إذ يقوده بنجاح تام الى صدارة الدوري برصيد 18 نقطة من ستة انتصارات متتالية. وفضلاً عن النتائج والعلامة الكاملة حتى الآن، فرض جوزيه نظاماً صارماً في التدريبات زاد من التزام اللاعبين، اذ يعد هذا المدرب حالة خاصة، إذ انه يثير الجدل في أي مكان يحل به نظراً لقوة شخصيته التي تجعله دائم التصادم مع نجوم أي فريق يشرف عليه. ولا تعد مشكلته مع قائد فريق الاتحاد محمد نور عندما أبعده عن المعسكر الإعدادي للموسم الجديد بداعي عدم انتظامه في التدريبات الأولى في سجل جوزيه الذي عرف بمزاجه الحاد وطباعه العنيفة. كان جوزيه فجّر أكثر من أزمة إبان إشرافه على الأهلي المصري أبرزها تجريد الحارس الدولي عصام الحضري من شارة القائد عقاباً له على أخطائه في احدى المباريات الأفريقية. اشتهر جوزيه بخلافاته الشديدة مع الإعلاميين، بل تطاول عليهم أكثر من مرة في المؤتمرات الصحافية الى حد أنه وصفهم بالجهل، هذا بخلاف مشكلاته مع بعض الجماهير وإشاراته غير اللائقة من حين الى آخر. يزخر سجل جوزيه بالعديد من الألقاب والبطولات، بيد أن أهم محطة في مسيرته التدريبية كانت مع الأهلي المصري أعرق الأندية العربية والافريقية فحصد معه 19 لقباً ما بين دوري وكأس محليين ودوري أبطال افريقيا وكأس السوبر الافريقية، فضلاً عن المركز الثالث في بطولة العالم للأندية. ولد جوزيه في التاسع من نيسان (ابريل) 1946 في البرتغال، وبدأ مشواره كلاعب في صفوف شباب نادي بنفيكا وتم تصعيده للفريق الأول في 1962 في السادسة عشرة، اذ لعب بجوار النجم البرتغالي الكبير اوزيبيو في العصر الذهبي لبنفيكا في منتصف الستينات، وانضم للمنتخب البرتغالي للشباب وحصل معه على المركز الثالث في بطولة اوروبا 1963، ولعب أيضاً في فريقي بيلننسيش وفيرنزي البرتغالين. بدأ جوزيه مشواره التدريبي مع بورتيمونينزي وقاده لاحتلال المركز السابع في الدور البرتغالي موسم 1985-1986 ليتأهل لكأس الاتحاد الاوروبي لكنه خرج من الدور الأول، انتقل بعدها لتدريب اسبينيو وقاده الى دوري الدرجة الاولى، اذ احتل المركز السادس في موسم 1987-1988 وهو أفضل مركز له في تاريخه، ثم تولى تدريب سبورتينغ لشبونة وبراغا أواخر الثمانينات لكن أفضل انجازاته كانت مع بوافيستا، اذ قاده للفوز بكأس البرتغال في موسم 1991-1992، وعمل أيضاً مع أندية برتغالية أخرى أهمها بنفيكا وماريتيمو ويونيو ليريا. ومع الأهلي المصري بدأ جوزيه أهم مرحلة في مسيرته التدريبية، انقسمت هذه المرحلة إلى فترتين الأولى في 2001، اذ تمكن بعد 6 أشهر فقط من توليه المنصب من قيادة الفريق القاهري للفوز بلقب دوري أبطال افريقيا الغائب عن خزائنه في حينها منذ 14 عاماً، لكن احتلال الأهلي المركز الثاني في الدوري المحلي خلف الإسماعيلي أدى لرحيله في نهاية الموسم. تولى جوزيه تدريب بيليننسيش البرتغالي بعد رحيله عن الأهلي قبل أن يعود الى مصر ليبدأ معه المرحلة الثانية في نهاية 2004 فقاده للفوز بالدوري 4 مرات متتالية والكأس مرتين، إضافة لفوزه بدوري أبطال افريقيا 3 مرات في آخر 4 سنوات، وتأهل مع الأهلي الى بطولة كأس العالم للاندية 3 مرات ونجح في احتلال المركز الثالث فيها عام 2006، وكان آخر لقب له مع الأهلي بطولة الدوري في العام قبل الماضي. انتقل جوزيه لتدريب منتخب انغولا ولكنه لم يحقق نجاحاً كبيراً معه، إذ خرج من ربع نهائي كأس افريقيا على ارضه مطلع العام الحالي، ما جعل «الساحر» وهو اللقب الذي أطلقته عليه جماهير الأهلي يفضل الاستقالة ليخوض تجربة جديدة مع نادي اتحاد جدة السعودي. ويعول الاتحاديون كثيراً على صرامة جوزيه ونظرته الفنية في استعادة اللقب في الدوري السعودي من الهلال، علماً بأن مباراة قمة كانت مقررة بين الفريقين امس (الاثنين) في المرحلة السابعة، لكن الاتحاد السعودي للعبة وافق على طلب الهلال بتأجيلها للاستعداد لنصف نهائي دوري ابطال اسيا، اذ سيقابل ذوب آهان الايراني في 6 و20 تشرين الاول (اكتوبر) المقبل ذهاباً واياباً على التوالي.