استمرت الغارات الروسية والسورية على ريف حلب الغربي واتهمت موسكو فصائل معارضة بقصف الجيش النظامي السوري بغازات سامة في مدينة حلب، فيما خاض تنظيم «داعش» مواجهات عنيفة أمس مع فصائل «درع الفرات» المدعومة من تركيا على أبواب مدينة الباب، بالتزامن مع اشتباكات بين فصائل المعارضة نفسها في مدينة أعزاز قرب حدود تركيا، ما دفع بأنقرة إلى إغلاق المعبر الحدودي مع سورية. (للمزيد) وأفاد موقع «عربي برس» الذي ينقل أخبار إيران و «حزب الله»، بأن الحزب نفّذ «في يوم الشهيد عرضاً عسكرياً ضخماً بمشاركة مئات العناصر من الحزب في القتال ضد التنظيمات الإرهابية في منطقة القصير في ريف حمص الجنوبي قرب حدود لبنان»، مشيراً إلى أن رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين، تحدث أمام المئات من عناصر الحزب، ناقلاً تحيات أمينه العام السيد حسن نصرالله، ومؤكداً الاستمرار بخيار «مواجهة قوى الإرهاب حتى الانتصار عليهم ودحرهم». وكان الجيش النظامي السوري وعناصر «حزب الله» سيطروا على القصير في حزيران (يونيو) 2013. وقال الموقع إن العرض «أظهر حجم العتاد العسكري، وقد شاركت فرق من سلاح المدرعات وعشرات الآليات المجهزة بمدافع متطورة وعربات لمدافع ميدان وشبكات من الرشاشات الثقيلة، فضلاً عن ظهور عناصر بكامل عتادهم العسكري». ولاحظ خبراء عسكريون غربيون (...) وجود أسلحة أميركية خلال العرض بينها ناقلات جند من نوع «أم 113» ومدافع «أم 198». وكتب السفير الأميركي السابق في سورية روبرت فورد على حسابه في «تويتر»: «أحد الأسباب الذي أعطي كي لا يُدعم الجيش السوري الحر ببنادق وذخائر كان الخشية من وصولها إلى تنظيمات إرهابية». ولوحظ أن إعلام «حزب الله» تجاهل كلياً حتى مساء أمس، أخبار الاستعراض في القصير، فيما روّجت له صفحات مؤيدة للحكومة السورية، وسط إشارات إلى أن الحزب يعيد تشكيل قواته على غرار الجيوش النظامية. إلى ذلك، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن ضربات جوية دمرت المستشفى الوحيد في بلدة الأتارب في ريف غرب حلب، ما أدى إلى إصابة عدد من العاملين فيه، وسط استمرار القصف على مناطق المعارك في جنوب غربي مدينة حلب. في المقابل، أفاد موقع «روسيا اليوم» أمس، بأن وزارة الدفاع الروسية قالت إن عناصر المعارضة في شرق حلب استخدموا أسلحة كيماوية ضد الجيش السوري وإن نحو 30 جندياً أصيبوا. ونسب للوزارة قولها إن الهجوم وقع مساء الأحد وإن معظم الجنود السوريين الذين أصيبوا نقلوا إلى مستشفى في حلب. وأفاد موقع «روسيا اليوم» بأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتفق مع نظيره الأميركي جون كيري على «تمديد مشاورات الخبراء للبحث عن تسوية سلمية للوضع المتأزم في حلب، وأن لافروف أكد أن الجماعات المسلحة والمجلس المحلي في المدينة يرفضون التعاون لتسوية الوضع». وأشار «المرصد السوري» أمس، إلى مقتل «قائد عسكري في فرقة مقاتلة» مع عدد من العناصر المنضوية في فصائل «درع الفرات» خلال اشتباكات مع «داعش» في ريف حلب الشمالي، لافتاً إلى أن الفصائل واصلت تقدمها بدعم من طائرات وجنود أتراك و «سيطرت على مناطق جبل الدير والحدث وقبة الشيح القريبة من مدينة الباب». وتحدث عن «معارك عنيفة بين الجانبين، في محاولة من تنظيم داعش لإبعاد الفصائل من المدينة الاستراتيجية، التي تعد أكبر مدينة من ضمن ما تبقى من مناطق للتنظيم في ريف حلب». ونقلت «رويترز» أمس، عن بيان للجيش التركي أن طائرات حربية تركية قصفت 15 هدفاً ل «داعش» في منطقة الباب يوم الأحد، ودمّرت عشرة مواقع دفاعية ومراكز قيادة ومخزناً للذخيرة للتنظيم. في غضون ذلك، تحدثت شبكة «الدرر الشامية» عن خلافات واشتباكات بين فصائل المعارضة في مدينة أعزاز قرب الحدود مع تركيا، في وقت نقلت «رويترز» عن حاكم إقليمي ومصادر أمنية، أن تركيا أغلقت بوابة حدودية مع سورية موقتاً الإثنين قرب إقليم كلس التركي بجنوب شرقي البلاد بعد اندلاع اشتباكات عبر الحدود. في بروكسيل، صادقت دول الاتحاد الأوروبي ال28 الإثنين على مجموعة جديدة من العقوبات الفردية بحق مسؤولين في دمشق متهمين بالمشاركة في «القمع العنيف» للسكان، وشملت هذه المرة 17 وزيراً وحاكم المصرف المركزي. وتشمل العقوبات الفردية حظراً على السفر وتجميد أصول هؤلاء بتهمة «المسؤولية في القمع العنيف للسكان المدنيين في سورية، والاستفادة من النظام أو تقديم المساعدة له». واعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن مقاتلة من طراز «ميغ 29 كوبر» سقطت قرب الساحل السوري الأحد «جراء خلل فني، قرب حاملة الطائرات أميرال كوزنيتسوف لدى تنفيذها طلعة تدريبية ضمن سرب من ثلاث طائرات». واضافت ان الطيار «قفز بنجاح بالمظلة على بعد كيلومترات من الحاملة ولم يصب بأذى». وأشارت الى ذلك لن يؤثر في عمل الحاملة.