لم يتمكن وفد ائتلاف «دولة القانون» من الاجتماع مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر حتى مساء امس، فيما تؤكد مصادر ان طهران تستخدم مع الصدر منذ شهور ضغوطاً متنوعة لحضه على تأييد تجديد ولاية رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وتستخدم المليشيات المرتبطة ب»الحرس الثوري» وسائل ضغط لتحقيق اغراضها. وكان وفد عن المالكي، بزعامة رجل الدين البارز في «حزب الدعوة» عبد الحليم الزهيري سافر الى قم اول من امس بغرض عقد صفقة مع الصدر تتضمن تأييده للمالكي مقابل اطلاق سراح المعتقلين من التيار واسقاط التهم بحقهم. وقال عبد الحسن ريسان الحسيني النائب عن «كتلة الاحرار»، الممثلة لتيار الصدر في البرلمان، ل»الحياة» ان «وفد دولة القانون الذي غادر بغداد الى طهران الجمعة لم يلتق الصدر بعد ولا يزال بانتظار ترتيب اللقاء المرتقب». وعن امكان حصول الوفد على وعد من الصدر بدعم المالكي بدلاً من عادل عبد المهدي القيادي في المجلس الاعلى قال ان «الصدر رمى الكرة في ملعب النواب، وابلغ الجميع ان عبد المهدي هو المرشح الرسمي للائتلاف الوطني». لكن معلومات من داخل تيار الصدر اشارت في الايام الماضية، ومع اقتراب مهلة الايام الخمسة التي منحتها القوى الشيعية لنفسها للاتفاق على مرشح لرئاسة الوزراء بين المالكي وعبد المهدي، الى ان متغيرات على مواقف الصدر طرأت اثر ضغوطات ايرانية مستمرة. وتقول مصادر سياسية مطلعة ان تنظيمي «عصائب اهل الحق» و»كتائب حزب الله» المسلحين، اللذين يتلقيان دعماً ايرانياً لتنفيذ عمليات في العراق، كانا شكلا خلال الشهور الماضية تحدياً لسطوة تيار الصدر الذي يرعى ميليشيا «اليوم الموعود» في المدن الشيعية العراقية. وتؤكد المصادر ان «عصائب اهل الحق»، التي تربطها ب»حزب الدعوة» علاقات واسعة وكادت تدخل الانتخابات في نطاق ائتلاف «دولة القانون»، صعدت عملياتها في جنوب العراق ما اعتبره الصدر تصعيداً ضمنياً ضد نفوذه، ودعا في مناسبات عدة الى التبرؤ من هذه المجموعة المنشقة عن تياره منذ نحو اربع سنوات خصوصاً بعد الاعلان عن تمكن «العصائب» اخيراً من استمالة وكسب عدد من انصار الصدر في مناطق كانت مغلقة ل»جيش المهدي» في «مدينة الصدر» ومناطق اخرى في بغداد والنجف وكربلاء، على خلفية نجاحها عبر صفقة اطلاق مختطفين بريطانيين منذ العام 2007 من اطلاق عدد كبير من القادة السابقين في «جيش المهدي» بغرض استقطابهم. لكن حركة الاستقطاب تحولت امس لصالح الصدر الذي استقبل الشيخ عبد الهادي الدراجي (احد قادة عصائب اهل الحق) الذي تعهد بالعودة الى مركزية «مكتب السيد الشهيد الصدر» و»الالتزام التام باوامر المكتب ونبذ كل المنشقين والخارجين عن مركزية المكتب». وكان القيادي في التيار الصدري حسن العذاري هدد، بشكل غير مسبوق، خلال خطبة الجمعة بقوله «سنقطع كل يد أو لسان تحاول التطاول على سمعة جيش المهدي والمقاومة الشريفة»، ما فُسر انعكاساً لنتائج الصدر الانتخابية وتحول تياره الى مصدر قوة بعدما كان في السنوات الاخيرة من عمر حكومة المالكي مستهدفاً على يدي القوى الامنية بتهمة اثارة اعمال العنف والتورط بالحرب الطائفية. وتؤكد المصادر ان اطلاق معتقلي «جيش المهدي يتم بالفعل قبل وبعد الانتخابات وعلى شكل وجبات متقطعلة لمغازلة «الكتلة الصدرية» ولم تستبعد دعم الصدر للمالكي اذا حصل على وعد ايراني باضعاف المليشيات الشيعية المنشقة عن تياره، او اعادة دمجها في صفوف انصاره.