قامت القوات السعودية المرابطة على الحدود مع اليمن أمس، بعمليات تمشيط واسعة لا سيما في المناطق التي شهدت اشتباكات ومحاولات تسلل باءت بالفشل. وقامت القوات السعودية بتمشيط منطقة الخوبة وجبل الدود، إضافة إلى مواقع متقدمة في نجران. ويسود هدوء شبه تام على طول الحدود فرضته القوات السعودية على ميليشيات الحوثيين التي تكبدت خسائر فادحة في الأيام القليلة الماضية. وفي صنعاء قمعت ميليشيات الحوثيين تظاهرة احتجاج قام بها مئات العسكريين الموالين للرئيس السابق علي صالح تجمعوا للمطالبة برواتبهم واعتقلت العشرات من أعضاء القضاء العسكري كانوا يطالبون برواتبهم أيضاً. وتأتي تحركات العسكريين في صنعاء في الوقت الذي أعلن مجلس تنسيق نقابات التدريس في الجامعات الحكومية اليمنية عن تصعيد الاحتجاجات ضد ميليشيات الحوثي وحليفها صالح لمطالبتها بدفع رواتب الموظفين والأكاديميين، حيث ستبدأ الاحتجاجات برفع الشارات الحمراء تعقبها خطوات احتجاجية لاحقة في حال عدم الاستجابة لهذه المطالب. وذكرت قناة «العربية» أن نائب رئيس جامعة صنعاء الدكتور محمد علي شكري قدم استقالته من منصبه احتجاجاً على اعتداء ميليشيات الحوثي أمس على أساتذة وأكاديميي الجامعة، أثناء اجتماع موسع عقدوه داخل الحرم الجامعي لبحث إجراءات تصعيد الاحتجاج على عدم دفع مرتباتهم لثلاثة أشهر. وأكدت مصادر أكاديمية أن رئيس الجامعة فوزي الصغير المعين من قبل ميليشيات الحوثي شارك في الاعتداء على أساتذة الجامعة، وذلك في محاولة لقمع الاحتجاجات الأكاديمية ومنع الأساتذة من المطالبة بحقوقهم. وقال محمد الظاهري رئيس هيئة نقابة التدريس في جامعة صنعاء إن المجلس التنسيقي لنقابات التدريس بالجامعات الحكومية اتخذ قراراً بالتصعيد الموحد اعتباراً من يوم أمس لمطالبة ميليشيات الحوثي وصالح بصرف رواتب العاملين في الجامعات. وأكد أن الاحتجاجات الموحدة في تسع جامعات حكومية ستبدأ برفع الشارات الحمراء، بالإضافة إلى إيصال رسائل مهمة للمعنيين بأن حجم المعاناة لم يعد يحتمل، مطالبين بصرف رواتب جميع العاملين. وكانت ميليشيات الحوثي أوقفت صرف مرتبات موظفي الدولة منذ ثلاثة أشهر. من جهة أخرى، ذكرت مصادر إعلامية أن صالح تراجع عن خطوة تشكيل حكومة الإنقاذ التي اتفق عليها مع الحوثيين. واشترط قيامهم بتسليم مؤسسات الدولة، حتى تتمكن الحكومة من إدارتها من دون تدخل «اللجنة الثورية العليا» التي طالب بحلها. عسكرياً، أفادت مصادر متطابقة بوقوع معارك متواصلة أمس، على جبهة نهم، البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، بين قوات الجيش الوطني والمقاومة المسنودتين بقوات التحالف العربي وبين ميليشيات صالح والحوثي. وتزامنت المواجهات مع قصف مدفعي وصاروخي شنته قوات الجيش والمقاومة على مواقع وتجمعات الميليشيات. وبموازاة المعارك على الأرض شنت مقاتلات التحالف عدداً من الغارات على مواقع وتجمعات للميليشيات في جبال يام، ومواقع أخرى. وأسفرت المعارك والغارات عن سقوط قتلى وجرحى من الميليشيات. وفي تعز قتل طفل وأصيب 4 من أفراد أسرته أمس، بقصف لميليشيات الحوثي وصالح على حي ثعبات شرق المدينة، كما قتل طفل آخر بانفجار لغم أرضي زرعته الميليشيات في جبهة الضباب غرب تعز. وتواصل الميليشيات قصف منازل المواطنين في الأحياء السكنية بتعز، ومناطق أخرى في ريف تعز، في شكل عشوائي مما يؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين في شكل مستمر.