استعادت القوات النظامية السورية والميلشيات الموالية و «حزب الله» بدعم من الطيران الروسي جميع المناطق التي خسرتها أثناء الهجوم الأخير للفصائل المعارضة لكسر الحصار على مناطقها شرق حلب، في وقت شن الطيران السوري غارات على شرق دمشق. وواصلت موسكوودمشق تدمير البنى التحتية ومستشفيات في مناطق معارضة. وقال موقع «كلنا شركاء» المعارض إن «القوات النظامية والميلشيات سيطرت على كل من ضاحية الأسد ومنطقة منيان ومعمل الكرتون غرب حلب، بعد قصفٍ مكثّفٍ واشتباكاتٍ عنيفةٍ مع كتائب الثوار». وأضاف: «قوات النظام مدعومة بالميليشيات الأجنبية، بعد تمهيد روسي مكثف بالغارات الجوية من الطائرات الحربية، وقصفٍ بالصواريخ البالستية التي تطلقها البارجات الروسية من البحر المتوسط، استعادت السيطرة على ضاحية الأسد ومعمل الكرتون ومنطقة منيان غرب حلب». بعد هذا التقدم تخسر «كتائب الثوار» كافة النقاط التي سيطرت عليها في الآونة الأخيرة ضمن «ملحمة حلب» بهدف فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية. وكانت منطقة منان شهدت معارك كر وفر، استعادت خلالها كتائب الثوار السيطرة على المنطقة، و»قتلت العشرات من قوات النظام، قبل أن تبسط الأخيرة سيطرتها على المنطقة». وكانت القوات النظامية وأنصارها سيطروا على مشروع 1070 شقة وتلة مؤتة ومدرسة الحكمة غرب حلب، وبعد غارات جوية انهالت على مواقع «كتائب الثوار» غرب حلب، بحسب ناشطين معارضين. من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «القوات السورية مدعمة بحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، وبغطاء من القصف الجوي والصاروخي والمدفعي المكثف» تمكنت من استعادة منطقة ضاحية الأسد ومنطقة منيان خارج المدينة. وأضاف: «بذلك تكون استعادت كافة المناطق التي خسرتها» في هجوم فصائل المعارضة وبينها جبهة فتح الشام لمحاولة فك الحصار المفروض على أحياء حلب الشرقية التابعة لهم منذ تموز (يوليو)». وأدى الحصار إلى قطع طريق الإمدادات الأخيرة إلى أحياء المعارضة ونقص في الأغذية والمحروقات. وحاولت الفصائل تكراراً كسر الحصار المفروض منذ أكثر من ثلاثة أشهر وتمكنت من ذلك لفترة قصيرة في آب (أغسطس)، لكن تعذر إدخال المساعدات إلى المنطقة منذ تموز. كما سجل «المرصد» مقتل أكثر من 450 شخصاً من المقاتلين والمدنيين منذ إطلاق الفصائل معركتهم الأخيرة لمحاولة كسر الحصار في 28 تشرين الأول (أكتوبر). وبين القتلى 215 معارضاً سورياً وأجنبياً بعضهم نفذ هجمات انتحارية، و143 عنصراً من القوات السورية. كما قتل حوالى 100 مدني أغلبهم في مناطق غرب حلب التابعة للحكومة، وبينهم 29 طفلاً قتلوا نتيجة قنابل أطلقتها الفصائل. وأعلنت روسيا التي تشن غارات في سورية منذ أكثر من عام دعماً لقوات النظام، الهدنة عدة مرات من جانب واحد وأوقفت القوات السورية المعارك على الأرض للسماح للمقاتلين المعارضين والمدنيين بمغادرة حلب. لكن من غادروا كانوا قلة إذ عبر كثيرون عن شكوكهم في شأن الممرات التي حددت كطرق آمنة للخروج من المدينة. وقالت موسكو الخميس إنها أدخلت أكثر من 100 ألف طن من المساعدات الإنسانية إلى حلب خلال الأشهر الماضية بغض النظر عن الهدنة الإنسانية. وشن الجيش النظامي السوري في 22 أيلول (سبتمبر) هجوماً واسعاً للسيطرة على كامل حلب، العاصمة الاقتصادية السابقة لسورية والتي تشكل رهاناً كبيراً بالنسبة للنظام السوري والمعارضة في النزاع الذي أوقع أكثر من 300 ألف قتيل منذ اندلاعه في 2011. وأفاد «المرصد» لاحقاً: «جددت الطائرات الحربية قصفها لأماكن في منطقة الراشدين وبلدتي بشقاتين ودارة عزة بالضواحي الغربية لمدينة حلب وريفها الغربي، بالتزامن مع قصف للطائرات الحربية على مناطق في بلدة كفر حمرة الواقعة في شمال غربي مدينة حلب، بالتزامن مع اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى في محيط ضاحية الراشدين، في حين استشهدت طالبة جامعية متأثرة بجروح أصيبت بها في سقوط قذائف أطلقتها الفصائل على أماكن في منطقة الفرقان ومحيطها ومنطقة المدينة الجامعية وسط مدينة حلب، كما سقطت قذائف على مناطق في حي الأعظمية بالقسم الغربي من مدينة حلب، ما أسفر عن سقوط جرحى، في حين ارتفع إلى 3 بينهم مواطنتان عدد الشهداء الذين قضوا جراء سقوط قذائف على أماكن في منطقة السليمانية في مدينة حلب، ولا يزال عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة، كما استهدفت الفصائل برصاص قناصتها مناطق في أطراف حي جمعية الزهراء بالأطراف الغربية لمدينة حلب». في الجنوب، قال «المرصد»: «قصفت الطائرات الحربية مناطق في مدينة عربين بغوطة دمشقالشرقية، ما أسفر عن إصابة 7 مواطنين على الأقل بجروح،، كما تواصل قوات النظام قصفها لمناطق في بلدة خان الشيح المحاصرة في غوطة دمشق الغربية، بالتزامن مع تجدد القصف من الطائرات المروحية التي ألقت مزيداً من البراميل المتفجرة على مناطق في المخيم ومحيطه، ليرتفع إلى 22 على الأقل عدد البراميل الملقاة على البلدة، وسط قصف لطائرات حربية على مناطق في أطراف ومحيط بلدة خان الشيح، حيث تواصل قوات النظام عن طريق القصف ممارسة الضغط والتضييق على المخيم، في محاولة للتوصل إلى اتفاق و «مصالحة» مع الفصائل العاملة في البلدة، بعد تمكنها من حصار البلدة في شكل كامل منذ أيام». في شمال غربي البلاد، قصفت قوات النظام مناطق في ريف إدلب الغربي، حيث استهدفت القذائف منطقة مخيمات قرية خرماش. كما قصفت طائرات حربية مناطق في أطراف بلدة أرمناز ومناطق أخرى في بلدة كفرتخاريم وأماكن أخرى في مدينة بنش «ما أسفر عن استشهاد طفل وسقوط عدد من الجرحى في بنش إضافة إلى استشهاد مواطنة وسقوط جرحى في أرمناز، فيما قصفت قوات النظام مناطق في ريف جسر الشغور، أيضاً قصفت الطائرات الحربية أماكن في الأطراف الشمالية من مدينة خان شيخون بالريف الجنوبي لإدلب، ما أسفر عن استشهاد شخص وسقوط جرحى»، بحسب «المرصد». وإذ استهدفت الفصائل المقاتلة والإسلامية بعدة قذائف مناطق في بلدة سلحب التي تسيطر عليها قوات النظام بريف حماة الغربي، قصفت الطائرات الحربية مناطق في بلدة كفرزيتا والأراضي المحيطة ببلدة مورك في الريف الشمالي لحماة، في حين قصفت قوات النظام مناطق في شرق قرية المفكر وقرب منطقة بري شرقي، بالريف الشرقي لحماة. وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض: «استهدف طيران النظام المروحي والطيران الحربي الروسي مستشفيي كفرزيتا التخصصي ومستشفى «الأنصار ناشيونال» ما أدى إلى خروجهما عن الخدمة». ونشرت منظمات حقوقية دولية تقارير «أكدت انتهاج النظام وروسيا سياسة قصف المرافق العامة والمستشفيات». واعتبر «الائتلاف» أن هذه السياسة تهدف إلى «تدمير البنية التحتية وقتل أكبر عدد من السكان لإجبار الثوار على القبول بالهدنة الجزئية، والتي هي خارج العملية السياسية»، معتبراً أن تلك الاتفاقيات «مرفوضة وليست لها شرعية على الإطلاق». وذكر ناشطون أن «طائرات نظام الأسد المروحية قصفت بالبراميل المتفجرة مساء الجمعة، المستشفى التخصصي في مدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي، متسببة بخروجه عن الخدمة للمرة الثانية بعد أن استهدفتها مقاتلات روسية في شهر أيلول الماضي». وقال ناشطون من ريف حلب الغربي أن سلاح الجو الروسي أصاب مستشفى «الأنصار ناشيونال» عبر ثلاث غارات جوية، ما أدى لخروجه عن الخدمة في شكل كامل. وكان الطيران الروسي استهدف خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري، مستشفيين ومستوصفاً في ريف حلب الغربي، كما استهدف «مستشفى الشهيد حسن الأعرج» منذ قرابة الشهر، الذي يعرف بين الأهالي في كفر زيتا ب «مستشفى المغارة»، بعد استهدافه بصواريخ ارتجاجية، ما تسببت بأضرار كبيرة فيه أخرجته عن الخدمة، على رغم وجوده بمغارة تحت الأرض بعمق يزيد على 15 متراً.