تشير دراسة علمية إلى أن أول نوع يصيب الإنسان من فيروسات الإنفلونزا يحدد، وإن في شكل جزئي، الأخطار المحتملة للإصابة بالأنواع الجديدة. ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة «ساينس»، وهي تتعلق ب18 نوعاً من الإنفلونزا «أ» وبروتين هيماغلوتينين الموجود على سطح الفيروس. وأظهر البحث أن هناك نوعين فقط من هذا البروتين، ويكتسب المرء مناعة من النوع الذي يصيبه للمرة الأولى، لكنه يصبح عرضة للإصابة بالنوع الآخر. وأجرى الدراسة عدد من الباحثين من جامعتي أريزونا وكاليفورنيا الأميركيتين. ويعتقد هؤلاء أنها قد تفسر سبب تزايد نسبة الوفيات وتدهور الصحة في شكل أكبر، عندما تصيب أنواع معينة من الإنفلونزا الشباب. وعند إصابة شخص بفيروس الإنفلونزا للمرة الأولى، يُنتج الجهاز المناعي أجساماً مضادة تستهدف بروتين هيماغلوتينين، وهو البروتين الذي يلتصق على سطح الفيروس. وعلى رغم وجود 18 نوعاً من الإنفلونزا «أ»، فإن بروتين هيماغلوتينين يقتصر على نوعين. وفحص الفريق البحثي حالات من نوعين لإنفلونزا الطيور التي أصابت مئات البشر، لكنها لم تتطور إلى أوبئة. وتبيّن له أن المرضى يتمتعون بمناعة من الإصابة بالمرض بنسبة 75 في المئة، ومناعة من الموت بالمرض بنسبة 80 في المئة في حال تعرّضهم للنوع نفسه من الفيروس وبروتين هيماغلوتينين في طفولتهم. وقال الدكتور مايكل ووربي الذي أشرف على الدراسة، أن النتائج قد تفسر التأثير غير المسبوق لوباء الإنفلونزا الإسباني عام 1918، الذي تسبب بالكثير من حالات الوفاة بين الشباب. وأضاف أن «الشباب توفوا بفعل فيروس أتش 1. وبعد تحليل عينات من الدم بعد عقود، ظهرت أدلة على أن المتوفين تعرضوا في طفولتهم لفيروس من نوع أتش 3، لذا لم تتكون لديهم مناعة ضد أتش 1».