توصّل علماء أميركيون في دراسة حديثة، إلى أن سنة ميلاد الأشخاص يمكن أن تحدد ما إذا كانوا سيموتون بوباء أنفلونزا كبير في مراحل لاحقة من حياتهم. وذكر موقع «الأندبندنت» أن علماء من جامعة ولاية أريزونا الأميركية، وجدوا أن إصابة الإنسان بأمراض الأنفلونزا في مرحلة الطفولة، تلعب دوراً رئيساً في إنشاء نظام مناعي قوي للدفاع ضد واحد من اثنين فقط من أنواع الأنفلونزا. وأوضح العلماء أن الأشكال المتطرفة من الفيروسات تتطور تدريجياً لتصبح أقل فتكاً، مشيرين إلى أن الأنفلونزا في الماضي كان لها صدى كبير. وأفاد العلماء بأن النظام المناعي لشخص يواجه الأنفلونزا للمرة الأولى، يساهم في تكوين أجسام مضادة تستهدف بروتين «الراصدة الدموية» (هيماغلوتينين) الذي يمكّن الفيروس من اختراق خلايا الجسم. وتوجد ثلاثة أنماط من الأنفلونزا الموسمية هي A و B و C، وتتفرّع فيروسات الأنفلونزا من النمط A إلى أنماط فرعية وفق مختلف أنواع البروتين السطحي للفيروس ومختلف التوليفات التي تخضع لها، وعلى رغم وجود 18 فيروس أنفلونزا تتفرع من النمط A، إلا أن نمطين من الفيروسات فقط يصيبان البشر، هما: «A «H1N1 و«A «H3N2. ونمط الأنفلونزا A هو فيروس حمض نووي ريبوزي سالبي، وذو شريط أحادي مجزأ. وتوجد 16 نوعاً مختلفاً من مولدات الضد للراصدة الدموية «إتش 1 إلى إتش 16»، وتسعة أنواع مختلفة من مولدات الضد ل «لنيورامينيديز» التي تطلق الفيروسات المكونة حديثاً داخل الخلية، ل «إن 1 إلى إن 9». وأشار الباحثون إلى أن الأشخاص الذين ولدوا قبل أواخر العام 1960، معرضون للإصابة بفيروسات H1 أو H2 في مرحلة الطفولة، لكنهم نادراً ما يصابون بفيروس أنفلونزا الطيورH5N1، إلا أنهم أكثر عرضة للوفاة بأحد الأنواع الفرعية من أنفلونزا الطيور H7N9. وكشف العلماء أن حالات الأنفلونزا من أنماط H5N1 وH7N1، أثرت في مئات الأشخاص، إلا أنها لم تتحول إلى وباء. وخلص الباحثون إلى أن معدل حماية مرضى الأنفلونزا في مرحلة الطفولة بلغ 75 في المئة، فيما بلغت نسبة الوقاية من الموت في المرحلة نفسها 80 في المئة. وقال الباحث المشارك في الدراسة مايكل وبربي، أن «هذا الاكتشاف قد يفسر تأثر عدد كبير من الشباب بفيروس الأنفلونزا الإسبانية الذي صُنف وباءً في العام 1918»، لافتاً إلى أن البالغين الذين قتلهم فيروس H1 تعرضوا في طفولتهم لفيروس H3، لكنهم ليسوا محميين من H1. وأشار الباحث إلى أن هذه الافتراضات تفسر ما يشهده العالم حول أنفلونزا H5N1 المتوطّنة بالطيور، وحالات الإصابة بفيروس H7N9 الفرعي لأنفلونزا الطيور. وأردف وبري: «النتائج التي وصلنا إليها مفيدة جداً في تفسير أن الإصابة الأولى بالأنفلونزا تحدد مدى قدرة الشخص على الإصابة بأنواع أكثر فتكاً منها»، لافتاً إلى أن التحدي الأصعب يتمثل في قدرة الأطباء على تغيير اللقاحات لفيروس الأنفلونزا المتطور.