في النسخة الماضية والحالية من دوري أبطال آسيا أزبد النقاد والكتاب والصحافيون امتداحاً لمستوى كرة القدم في كوريا الجنوبية، وذلك بعد وصول 4 فرق إلى ربع النهائي وسط تراجع الأندية السعودية وخروجها على التوالي من صراع المنافسة وتم وصفه حينها ب«الناقوس» الذي دقّ ليوقظ النائمين من سباتهم العميق على اعتبار أن ذلك مؤشر على تراجع مستوى الكرة السعودية لكن الشباب والهلال قلبا المعادلة في النسخة الحالية ليؤكدا أن الجواد قد يمرض أو يكبو لكن الرهان سيبقى على قدرته على العودة مجدداً إلى ميادين المنافسة وخطف قصب السبق من جديد، ولعل وصول ناديين «أخضرين» إلى نصف النهائي في حدث غير مسبوق يأتي في إطار التأكيد على عودة الأندية السعودية إلى التغريد الآسيوي من جديد على أمل أن يلحق بهما المنتخب السعودي الأول والفئات السنية في المنافسات الآسيوية المقبلة للتأكيد على قدرتها على استعادتها تربعها على عرش «القارة الصفراء» الذي لم يعد كما كان سهلاً يسيراً بل أضحت المنافسة على «عرشه» أكثر صعوبة وأشد شراسة. الأجمل في هذه المرة أن الشباب والهلال لم يحظيا بدعم رسمي من اتحاد القدم، فحسب بل وبدعم جماهيري عريض جمع كل الأطياف خلف راية واحدة وبقلب واحد لدعم الممثل السعودي خارجياً بغض النظر عن المنافسة المحلية التي تأتي حلاوتها في عنفوانها الذي لا يجب أن يتجاوز «الحدود» إطلاقاً ليؤكد أن «الجماهير الجدد» في الكرة السعودية أضحوا أكثر وعياً وإدراكاً متجاوزين العقول المتحجرة لمشجعين من فتات «الرعيل الأول» الذين أوشكوا على الانقراض يقودهم في ذلك مسيرو أندية واعون ومدركون لأهمية المواقع التي يحتلونها ومتمسكون بخيط المنافسة «الرفيع» بعيداً عن «هرطقات» لا تسمن ولا تغني من جوع ولن تزيد أصحابها سوى تأكيد ضعف «وعيهم» وقلة «إدراكهم» الذي تجاوزه الزمن وتجاوزه صغار المشجعين من عشاق الوطن. [email protected]