تصاعت التحذيرات في الأنبار من كارثة اقتصادية وانسانية مع استمرار سيطرة تنظيم «داعش» على سد الفلوجة، فيما أكدت مفوضية الانتخابات اسقاط شرط البطاقة الإنتخابية في المحافظة. الى ذلك، جدد رئيس الوزراء نوري المالكي تبرير عدم إتمام المشاريع السكنية بالخلافات السياسية ووعد العراقيين بالسكن المجاني. لكن كتلة الصدر اتهمته باستغلال إمكانات الدولة وحاجة الفقراء في الدعاية الإنتخابية، وأكدت عدم ثقتها بوعوده فيما اعتبر زعيم «كتلة المواطن» عمار الحكيم «مفهوم الدولة الريعية انتهى في العالم»، واعداً ناخبيه بدولة «قوية مقتدرة» يقودها «فريق منسجم». وقال عضو مجلس محافظة الأنبار طه عبدالغني ل «الحياة» ان «مناطق جنوب الرمادي ما زالت غير آمنة ويسيطر عليها المسلحون، ما ادى الى نزوح كثير من العائلات الى مناطق أكثر أمناً». وأكد «انفجار سيارتين مفخختين استهدفت إحداهما جسر الجزيرة على الطريق السريع قرب منزل رئيس «صحوة العراق» الشيخ احمد ابو ريشة، بينما انفجرت الأخرى قرب المجمع الحكومي في المحافظة». وقال إن «المسلحين يتحكمون بالسد في شكل كامل، وإغلاقه ادى الى غرق المناطق القريبة، وبدأت المياه تصل الى مناطق واسعة شرق الفلوجة»، وحذر من «كارثة انسانية واقتصادية في المناطق المتضررة من الغرق لأن تلك المناطق يقطنها نازحون من الرمادي». وكانت وزارة الدفاع نعت في بيان قائد عمليات الجزيرة والبادية الفريق الركن حسن كريم خضير الذي لقي حتفه اثر سقوط طائرة مروحية كانت تقله، وأوضح بيان للوزارة «أن طائرة مروحية عسكرية كانت تقل قائد عمليات الجزيرة والبادية الفريق الركن حسن كريم خضير البيضاني وضابطين، أحدهما آمر سرية وشخصين من طاقمها سقطت، مساء الثلثاء، نتيجة خلل فني لدى تحليقها فوق مقر قيادة العمليات شمال هيت، غرب الأنبار، ما أسفر عن مقتلهم جميعاً». الى ذلك، أعلنت المفوضية المستقلة العليا للانتخابات إلغاء شرط حصول الناخبين في المناطق الساخنة خصوصاً الأنبار على البطاقة الإنتخابي، وأكدت فتح مراكز اقتراع خاصة بالنازحين. وقال عضو مجلس المفوضية محسن الموسوي ل «الحياة» إن «حوالى 18 مليون ناخب من اصل 21 مليوناً تسلموا بطاقاتهم الانتخابية ليتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم المقرر إجراؤها نهاية الشهر الجاري. لكن سكان المناطق التي تشهد عمليات امينة تم استثناؤهم من شرط الحصول عليها وبإمكانهم الإقتراع بإبراز إحدى الهويات التعريفية»، مشيراً الى «وجود مراكز اقتراع قريبة من هذه المناطق مخصصة للنازحين ومن يرغب من سكانها». على صعيد متصل، اتهمت «كتلة الأحرار» التابعة لرجل الدين مقتدى الصدر المالكي باستثمار امكانات الدولة في دعايته الانتخابية، ووصف رئيس الكتلة مشرق ناجي مشاريع الاسكان التي أعلنتها الدولة منذ سنوات ب «الفاشلة». وكان المالكي جدد وعوده خلال افتتاح معمل في بسماية بتوفير سكن مجاني للعراقيين لكنه حمل «المماحكات السياسية» مسؤولية عرقلة هذه المشاريع. في هذه الاثناء، قال زعيم ائتلاف «المواطن»، خلال مؤتمر انتخابي في محافظة المثنى (جنوبالعراق) «سوء الادارة» و «انعدام التخطيط» مسؤولية انتشار الفقر. وقال الحكيم إن مفهوم الدولة الريعية التي تعتمد على النفط قد انتهى وان «موازنات العراق خلال السنوات المقبلة يجب ان تتعاظم فيها الموارد الزراعية والصناعية والسياحية والاستثمارية»، وأضاف ان قائمته تسعى الى تأسيس «دولة قوية عادلة ومقتدرة» وان هذه الدولة «لا يمكن ان تكون من دون ان يقودها فريق منسجم متجانس يمتلك رؤية موحدة».