فقدت فصائل المعارضة السورية مواقع مهمة كانت قد سيطرت عليها في الهجوم الضخم الذي شنته الشهر الماضي بهدف فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية، إذ استعادت القوات النظامية حي 1070 شقة وتلالاً قريبة منه عند المداخل الجنوبية الغربية للمدينة، ما يعتبر انتكاسة لآمال المعارضين بقرب فك الحصار المفروض منذ الصيف. فيما أرسلت موسكو أمس أول إشارة إلى استكمال استعداداتها لتوجيه ضربات عسكرية عنيفة في حلب خلال أيام، تشارك فيها الطائرات والسفن الحربية والصواريخ المجنحة، بهدف قطع الطريق أمام محاولات «اختراق» غرب حلب وحسم المعركة في شرقها. (للمزيد) ونقلت شبكة «غازيتا رو» الإلكترونية عن مصدر عسكري روسي أمس، أن مجموعة السفن التي وصلت إلى منطقة قريبة من الشواطئ السورية وتتقدمها حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» والطراد النووي «بطرس الأكبر» المزود بصواريخ استراتيجية، تستعد «في غضون أيام لتوجيه ضربات في محيط حلب». وأكد المصدر أن الضربات التي ستستخدم فيها الصواريخ المجنحة من طراز «كاليبرا» ستوجّه إلى أماكن تمركز المقاتلين المعارضين «في أطراف المدينة ولن تطاول الأحياء السكنية المكتظة». وأشار المصدر الذي وُصف بأنه مسؤول في وزارة الدفاع، إلى أنه إضافة إلى حاملة الطائرات والطراد النووي الصاروخي ستشارك في توجيه الضربات إلى حلب مجموعة السفن المضادة للغواصات التي انضمت أخيراً إلى الحشود العسكرية البحرية في المتوسط، موضحاً أن «الهدف الرئيس للضربات المشتركة من السفن والمقاتلات البعيدة المدى ومجموعة الطائرات المرابطة في قاعدة حميميم، هو قطع الطريق على محاولات الإرهابيين الساعين إلى تحقيق تقدم في حلب». ووصف المصدر الروسي الضربات التي يتم التخطيط لها بأنها ستكون واسعة النطاق، مضيفاً أن القوات الروسية «ستستخدم طرازات حديثة من الأسلحة، بينها صواريخ «كاليبرا» عالية الدقة». لكن الشبكة الإلكترونية أوضحت أن مجموعة السفن الروسية في المنطقة ليست مزودة بهذه الصواريخ ما يعني ترجيح أن يتم إطلاقها من غواصات روسية موجودة في المتوسط حالياً، بحسب تأكيدات مصادر عسكرية بريطانية أشارت كذلك إلى احتمال أن تقوم روسيا بإطلاق صواريخ مجنحة من مقاتلات «توبوليف» الاستراتيجية. وأوردت «غازيتا رو» تأكيد وزارة الدفاع الروسية أنها «استكملت تقريباً وضع خريطة شاملة بأماكن تمركز الإرهابيين ومسارات تحركاتهم، والتحصينات، ومعسكرات التدريب، ومخازن الأسلحة ومنافذ الإمداد». ولتوضيح اتساع الضربات المزمعة وقوتها، قال المصدر العسكري إنه بالمقارنة مع توجيه الضربات السابقة من بحر قزوين التي سمحت بتدمير نحو عشرة مواقع، «فإن يومين أو ثلاثة أيام من الضربات المركزة ستكون كافية هذه المرة لتدمير مئات المواقع التابعة للإرهابيين». وقال المصدر: «يمكنكم نسيان قضية الدعم الخارجي للإرهابيين المحاصرين في أحياء حلب الشرقية» بعد توجيه سلسلة الضربات الجديدة. جاء ذلك فيما عاودت القوات النظامية وميليشيات موالية لها تقدمها في حلب بعد تراجعها في الأيام الماضية أمام هجوم ضخم شنته فصائل المعارضة بهدف فك الحصار عن الأحياء الشرقية المحاصرة. وفيما أعلن الجيش السوري و «حزب الله» اللبناني أنهما سيطرا على مشروع 1070 شقة وتلال قريبة منها في جنوب غربي حلب، قالت المعارضة إن المعارك ما زالت مستمرة في هذه المنطقة. على صعيد آخر، واصلت «قوات سورية الديموقراطية» تقدمها في اتجاه الرقة في شمال شرقي سورية، على رغم استمرار التحفظات التركية. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس، إن بلاده تريد ضمان عدم مشاركة «الجماعات الخطأ» في عملية طرد «داعش» من الرقة. وأضاف خلال مؤتمر صحافي، أن الولاياتالمتحدة أبلغت تركيا بأن تلك الجماعات -في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية وهي جزء من «قوات سورية الديموقراطية»- ستشارك فقط في حصار الرقة من دون أن تدخلها.