واصلت المعارضة السورية امس معركة فك الحصار عن شرق مدينة حلب ضمن ما اسمته ملحمة حلب الكبرى للسيطرة على الاحياء الغربية الخاضعة لسيطرة النظام وميليشياته، في وقت انتهت الهدنة التي اعلنتها روسيا ليل الجمعة من دون ان تحقق اهدافها. وقد عادت الغارات إلى سماء حلب، حيث قتل امس 20 شخصا على الأقل إثر غارات شنتها الطائرات الروسية والسورية على بلدات في ريف حلب، ومعظم القتلى أطفال ونساء لاسيما في بلدة كفرناها. وأفادت تقارير بمقتل خمسة بينهم ثلاثة أطفال، في غارات على الأحياء السكنية في بلدات في ريف حلب الغربي.في المقابل زعمت وزارة الدفاع الروسية ان قواتها الجوية لم تنفذ من 19 يوما أي غارات في حلب. توقع هجوم روسي شامل وفي السياق، اوردت صحف بريطانية أن سكان حلب يستعدون لهجوم جوي روسي شامل عقب انتهاء فترة إنذار موسكو لهم وللمسلحين هناك للاستسلام، وحشد القوات الروسية سفنها وغواصاتها على الساحل السوري استعدادا لهذا الهجوم، بعد أن هددت بتسوية ما تبقى من حلب الشرقية بالأرض ويتوقع سكان حلب أن تستأنف روسيا قصفها في أي لحظة. وقال مدرس اللغة الإنكليزية عبد الكافي الحمدو لصحيفة التلغراف «ان المقاتلات الروسية ستحول حلب الشرقية إلى جحيم، وستقول إنها عرضت علينا المغادرة، ولأننا لم نغادر، فجميعنا إرهابيون». وكانت حاملة الطائرات الروسية الوحيدة الأدميرال كوزنتسوف وصلت قرب الساحل السوري الأسبوع المنصرم، ويُتوقع أن تشارك طائراتها في قصف حلب الشرقية. كما ان الفرقاطة الروسية الأدميرال غريغوروفيتش وثلاث غواصات وجميعها مسلحة بصواريخ كروز (كاليبر المجنحة) المخيفة، عبرت مضيق البوسفور متوجهة إلى شرق المتوسط في تطور ينذر بالشؤم. وشاهدت صحيفة التلغراف قافلة تضم عشرات الجنود الروس ينقلون أسلحة ثقيلة إلى حلب الغربية عبر بلدة الراموسة جنوبالمدينة. ونقلت عن ضابط سوري قوله إن الروس سيقودون الهجوم على حلب الشرقية، وسيشكلون أكثر من %80 من القوات المهاجمة، وتشير بعض التقديرات إلى أن عدد الجنود الروس في سوريا يبلغ أكثر من خمسة آلاف. وتعتقد واشنطن ولندن بشكل متزايد أن تبدأ موسكو هجومها الشامل الاحد أو بداية الأسبوع مستفيدة من فرصة الانتخابات الأميركية الثلاثاء المقبل. في المقابل، سيلجأ مقاتلو المعارضة إلى استخدام بالونات الأطفال المملوءة بالهيدروجين والمحتوية على متفجرات صغيرة كبديل لعدم امتلاكهم أسلحة مضادة للطائرات، وبدأت المعارضة بالفعل إطلاق مجموعات من هذه البالونات في سماء حلب الشرقية. جبهة حماة وتستمر الاشتباكات على كل الجبهات في ريف حماة الشمالي بين كتائب المعارضة وقوات النظام، وسط قصف صاروخي وغارات كثيفة على المنطقة. في سياق متصل، أعلنت مواقع تابعة للمعارضة مقتل عدد من الضباط في النظام، بينهم قائد غرفة العمليات العسكرية لقوات الأسد في ريف حماة، العقيد الركن أحمد جميل العوض، وذلك خلال قصف بالدبابات على غرفة عمليات النظام في المعمل الأزرق، شمال صوران.