رفعت الاختصاصية النفسية ومديرة العلاقات العامة والتثقيف الصحي في مستشفى الأمل الدكتورة سميرة الغامدي الحرج عن أهل مريض الزهايمر، وطالبت بنقله إلى دور الرعاية. وقالت في الندوة التي أقامتها الجمعية بمناسبة اليوم العالمي للزهايمر الذي يوافق 21 من أيلول (سبتمبر) من كل عام بعنوان «إنه وقت عمل»: «إن رعاية مريض الزهايمر تكاد تكون مستحيلة وبلا توقف»، مشيرة إلى أن دور الرعاية لمرضى الزهايمر (التي لا توجد أي منها في المملكة حتى الآن) هي المؤهلة لرعايتهم وأن كلاًّ مسخر لما خلق له، كما أن هذا الفعل لا يعتبر عقوقاً. ولفتت إلى تقدير مرافق مريض الزهايمر وضرورة استمرار علاقته بالآخرين، وأنه لا بد أن يجد وقتاً خاصاً كل يوم للاستمتاع بشيء يبعث البهجة إلى نفسه، إضافة إلى أخذ قسط من الراحة كل يوم. في المقابل، كشف رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى الزهايمر الخيرية الدكتور عبدالله فدعق إصابة 26 مليون شخص في العالم بمرض الزهايمر، مبيناً أن جمعيته تسعى إلى تثقيف وتدريب المصابين بالمرض في السعودية والتوعية بحقوقهم وسبل حمايتهم. وقال: «إن الجمعية تسعى إلى مساعدة المصابين بالزهايمر وتأمين الأدوية والأجهزة المساندة لهم، وتعزيز قدرات المصابين بالمرض في المراحل الأولى كي لا تتدهور الحال». بدورها، حكت السيدة زهية مغربي قصة إصابة زوجها بالداء، مبينة أن أول أعراض مرض الزهايمر بدأ مع زوجها الذي يكبرها بالنسيان، وازدادت الأعراض حتى إنه في إحدى المرات ذهب ليصلي صلاة الظهر ولم يعد فوجدوه في العصر جالساً في المسجد مبرراً مكوثه حتى تلك الساعة لنسيان الطريق المؤدي إلى بيته. وبعد ذلك أدركت أن زوجها يعاني من مرض معين فذهبت به إلى مستشفى الملك فهد في جدة وشخصوا الحال على أنها اكتئاب نفسي وشيخوخة باكرة. وأضافت تقول: «تدهورت حال زوجي إلى درجة أنه لم يعد يفرق ما بين أبنائه وبناته واستمرت الحال في التدهور إلى أن توفيت والدته ورفض الذهاب لدفنها بحجة أن أهله يكذبون عليه». وأشارت زهية إلى معاناتها في الموازنة بين رعاية زوجها المصاب ب «الزهايمر» وبين عملها في مكتب العمل «حاولت أخذ إجازة من جهة عملي، لكن وُوجه طلبي في البداية بالرفض والتعنت إلا بعد أن وجدت بنداً في نظام العمل يجيز للمرأة العاملة منحها إجازة براتب كامل، وقدمت البند لمديري فوافق على الإجازة التي استمرت سنين». وتابعت: «زادت معاناتي جراء إصابة زوجي بهذا المرض عندما عزمت تزويج بناتي، إذ رفضت محكمة الضمان والأنكحة طلبي، ولم تحل المعضلة إلا بواسطة المحكمة العامة التي أوكلت إلى ابني ليكون ولياً على أخواته في حال تزويجهن». وعرجت زوجة مريض الزهايمر، إلى أن حال زوجها باتت مؤلمة عندما أصبح لا يتمكن من الأكل سوى من «أنفه» بل تطور الأمر إلى الدرجة التي لم يستطع فيها الأكل سوى عبر «ثقب» في بطنه خصص لهذا الغرض. مبدية أسفها لاضطرار بناتها ترك مقاعد الدراسة، نظراً إلى سوء الوضع النفسي الذي ظللن يعشنه جراء إصابة والدهن في عام 1410 حتى وفاته في عام 1428. موضحة أن إصابة زوجها بهذا المرض كشفت لها الكثير من النقص في التوعية ب «الزهايمر». وفي حال مماثلة، تحدثت الدكتورة سميرة الغامدي حول تجربتها وأخواتها الخمس في التعامل مع والدها الذي أصيب هو الآخر بمرض الزهايمر واستمر معه حتى وفاته. ونصحت الغامدي أهل مريض الزهايمر بأخذ مقولة الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان (الذي أصيب بالزهايمر في آخر حياته) «هذا مرض جميل، تقابل ذات الأشخاص أنفسهم وتظن أنك ترى وجوهاً جميلة كل يوم». وأبانت أن مرافقي مريض الزهايمر ينتابهم شعور بالعزلة والوحدة، مستشهدة بقصتها هي وأخواتها مع والدها الذي لم يذهبوا عنه خلال الخمسة أشهر الأولى من بداية مرضه إلى مناسبة اجتماعية، وذلك للإحساس الذي كان ينتابهم بالتقصير والعجز في خدمة والدهن، موضحة أن المستشفيات الخاصة ترفض استقبال مريض الزهايمر بتاتاً.