على كرسيّ متحرك تأتين قدماك صامتتان خصرك يتوارى خفراً عصب الخطى لا يسعفك على جاذبية الحنين نجمةُ شفتيك تتقدمك كحامل الراية وألفتك أسرع من عدّاء قلبك النابض بطل العالم بالفرح بغتةً تجيئين مثل رصاصة الرحمة كلما أصبت مني مقتلاً زهرّ فيّ الرميم قلبي فرسّ اخضر تسرجينه بضحكة من شميم الندى صمتي بداية خريف وفي صوتك صبيحةٌ ماطرة لو كان للجندي حقاً اهلٌ هنا وبيتٌ وذاكرة ٌمن عشب وبراءات لو كان للجندي شجرة ُ عائلة وغرسةٌ على اسم شقيقته الصغرى لو كان له موعدٌ عاطفيٌ بعد صلاة العشاء أكان ليضغط بهذه السهولة على الزناد لو كان للجندي جدّةٌ هنا يذهب اليها فور انتهاء الدورية لتحكي له قصةً من خضرة صباها وامرأة ٌ من هذي البلاد تجيد طهي الأرق ترافقه عصراً نحو التلال يقطف لها ورد الحصان وتقبّله ، خجلى ، بين عينيه فينبت على جبينه حقلٌ وتنهمر من شفتيه الأغاني لو كان للجندي حقاً أرضٌ وخارطةٌ عتيقة ورثها عن أبيه و «حصرُ إرث» وبيّارة ليمون وكرمةٌ وتينٌ ورفاق ُ الرغبات الأولى وذاكرةٌ ، كما يزعم ، غابرة وأسلافٌ عاشوا بيننا تقاسموا الحنطة والنهر والزمهرير عانقوا فجراً ينبلج من ثغر فلاّحة أكان ليقتلع شجرةً أكبر من الأنبياء والمرسلين / أكثر ظلاً من أهله وذويه لو كان للجندي حبيبةٌ مثلك سمراء كالنشيد ووردةُ عاشق في فوهة بندقية وقصيدةٌ يكتبها على ضوء قمر أعزب وجذع ٌ عتيقٌ حفر عليه اسمك / اسمها لو حفظ صغيراً قصائد قيس وطرفة والمعرّي لو غنى العتابا والميجانا و« دلعن» صوته في دبكة الريح : يمّه موّال الهوى ... لكنه طارئٌ ليس الّا ، لا قمح في جلدته ولا زيتون لا شمس البلاد لوّحت أحلامه ولا قمرٌ ساهره على سطح الجنون لغته لقيطةٌ وفي نبرته خوف الغريب من غريبه فجأةً حطّ هنا كنبتة صناعية لا ترتعش لهبة عطر او نسيم روح أو كشوكة ضالّة تفتحت في غير موضعها لذا كان سهلاً عليه التصويب نحو قدميك حين عرف أنهما تسيران في الأرض لا عليها وأن فيهما من ملح البلاد ، من نعومة الموسيقى وذاكرة السنديان وأن فيهما من حنان الطين على باطن القدمين وحنين المولود الجديد الى عتمته الأولى هكذا نحن وبلادنا : والدةٌ ومولودة لا وعد ولا ميعاد الّا لمن ارتدى طينها حافياً ومضغ في تبغها نيكوتين الانتماء لن نغادر لنعود، بقينا هنا نبتة صبّار في خاصرة الطارئين لم تنسنا الأيام كيف كانت وكيف كنا أتذكرين لهوك تحت الهدير / غناء بلابل عينيك في الصباحات الخائفة / ضحكتك الراكضة خلف السنين أتذكرين كلّ ما كان وسوف يكون المشيُ ليس فقط خطوٌ وأثر / الأرض ليست مجرّد تراب وفاكهة والذي أردى قدميك عائدٌ لا محالة حيث أتى