نيويورك (الاممالمتحدة) – رويترز، أ ف ب - دعا الأمين العام للامم المتحدة العالم الى تجديد التزامه بتحقيق اهداف الالفية الثالثة من اجل التنمية الهادفة إلى خفض الفقر المدقع وتحسين مستوى الصحة بعد تباطؤ التقدم في تحقيقها بسبب الازمة المالية. وقال بان كي مون في بداية قمة تستمر ثلاثة ايام في مقر الاممالمتحدة في نيويورك ان «الوقت بدأ ينفد، وتوجد إجراءات يجب تنفيذها». وأقر بالتأخيرات والنواقص التي أعاقت تحقيق الاهداف الثمانية التي وضعتها قمة الالفية قبل عشر سنوات، الا انه قال على رغم الازمة الاقتصادية والمالية، على العالم واجب اخراج بلايين الاشخاص في أفريقيا وآسيا «من حال الفقر المدقع المذلة». وقال امام المشاركين في القمة ان «الخروج من الازمة الاقتصادية يجب ألا يعني العودة الى الماضي المعيب وغير العادل». وكانت قمة العام 2000 حددت ثمانية اهداف للتنمية على ان يتم تحقيقها بحلول 2015، وتشتمل على خفض عدد من يعيشون بأدنى من دولار واحد يومياً إلى النصف. ويقول خبراء ان العالم لا يقترب من تحقيق اي من الاهداف بحلول الموعد المحدّد. ويشارك نحو 140 من زعماء الدول والحكومات في القمة التي تسعى الى جمع عشرات بلايين الدولارات لتمويل حملة جديدة ووضع استراتيجية سياسية جديدة. وأدت الأزمة المالية والاقتصادية العالمية إلى تعقيد الجهود الرامية إلى الحد من الفقر والجوع في أشد دول العالم فقراً، في وقت تعاني الدول المانحة ضغوطاً متزايدة في موازناتها العامة وتكافح البطالة في الداخل. وبينما تتأخر الدول الغنية في الوفاء بتعهداتها، يسعى المانحون وراء استراتيجيات جديدة تضمن عدم ذهاب المساعدات إلى برامج تهدر من خلالها من دون أن يكون لها التأثير المطلوب في الفقراء. ودعا وزير التنمية الدولية البريطاني اندرو ميتشل إلى وضع خطة لمتابعة التقدم في الوفاء بأهداف الحد من الفقر على مدار السنوات الخمس المتبقية من مبادرة أهداف الألفية. وقال ان بريطانيا تريد مزيداً من الشفافية والتنسيق وتركيزاً خاصاً على مساعدة النساء الحوامل والأطفال الحديثي الولادة. وقال للصحافيين: «نريد خطة ملائمة للعمل على مدار كل سنة من السنوات الخمس المقبلة وليس مجرد كومة من اللغو ومبالغ كبيرة من الأموال تلقى على رغم أهميتها». وصرّح رئيس الوكالة الأميركية للتنمية الدولية راجيف شاه لوكالة «رويترز» قبل القمة، ان الولاياتالمتحدة ستدعو إلى استراتيجيات جديدة للتركيز على النمو الاقتصادي والمحاسبة ومحاربة الفساد. وأوضح أن ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما تلتزم رفع موازنة المساعدات الاميركية الى 52 بليون دولار من نحو 25 بليوناً. ومقرر أن يلقي أوباما كلمة أمام الجمعية العامة للامم المتحدة اليوم. ويشارك في القمة كل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الصيني ون جيا باو. وحذر رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس - كان من أن العالم لن يتمكن من الوفاء بالتزاماته التي تفرضها مبادرة أهداف الألفية، ما لم تطبق الدول الغنية والدول الفقيرة معاً سياسات تؤدي الى استئناف النمو العالمي. وحضّ الدول المتقدمة على التمسك بتعهدات 2005 الخاصة بزيادة المساعدات إلى أفريقيا وزيادة التجارة مع الدول الفقيرة بما لا يضع عبئاً على موازناتها. وقال: «التجارة من أهم الطرق التي يمكن أن تساعد بها الدول الغنية الدول الفقيرة المجاورة ومن دون إضافة تكاليف على موازناتها». وأعلنت فرنسا ان مساهمتها السنوية في الصندوق العالمي لمكافحة الايدز والسل الرئوي والملاريا التي تصل حالياً إلى 300 مليون يورو (391 مليون دولار) ستزيد 20 في المئة على مدار السنوات الثلاث المقبلة بزيادة 180 مليون يورو (235 مليون دولار). وحضّ ساركوزي الدول الأخرى على اتباع خطى فرنسا ودعا إلى التركيز في وجه خاص على أفريقيا التي قال ان مليون طفل يموتون فيها سنوياً بسبب الملاريا. ووفقاً لنص لكلمته المعدّة سلفاً، أضاف: «بوضوح شديد قبل نهاية كلمتي سيكون 30 طفلاًَ قد ماتوا بسبب الملاريا في تلك القارة، يمكننا أن ننقذهم إن شئنا».