لم يأتِ استطلاع الرأي الذي نشرته الإذاعة العامة في إسرائيل أمس بأي جديد على ألوان الخريطة الحزبية، إذ بيّن أنه لو جرت انتخابات عامة اليوم لواصلَ تكتل اليمين - المتدينين سيطرته على الحكومة بحصوله على 67 مقعداً من مجموع 120، في مقابل 40 مقعداً فقط للوسط واليسار، و13 مقعداً للقائمة العربية المشتركة. وجاء الاستطلاع غداة تهديد رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بالذهاب إلى انتخابات عامة مبكرة في حال عارض شركاؤه في الائتلاف الحكومي مشروعه لإلغاء «اتحاد البث العام» الذي كان مفترضاً أن يحل محل «هيئة البث الرسمية» الحالية مطلع العام المقبل. وعنى نتانياهو في تهديده وزير المال موشيه كحلون الذي أعلن عدم موافقته على إلغاء الهيئة الجديدة للبث، لكنه أضاف أنه سيعيد النظر إذا تبين أن الإلغاء لا يكلف خزينة الدولة مبالغ كبيرة. وأفاد الاستطلاع بأن حزب «ليكود» الحاكم الذي يتزعمه نتانياهو، سيحصل على 26 مقعداً (يتمثل حالياً ب 30 مقعداً)، فيما يحصل شركاؤه في الائتلاف من أحزاب اليمين والمتدينين الأخرى على 41 مقعداً موزعة كما يلي: «البيت اليهودي» بزعامة نفتالي بينيت 12 مقعداً، أي بزيادة أربعة مقاعد عن تمثيله الحالي، و»إسرائيل بيتنا» بزعامة أفيغدور ليبرمان على 8 في مقابل 6 مقاعد حالياً، ويتراجع «كلنا» بزعامة وزير المال موشيه كحلون من 10 إلى 7 مقاعد، ويحافظ الحزبان الدينيان المتزمتان «شاس» و «يهدوت هتوراه» على تمثيلهما الحالي ويحصلان على 14 مقعداً مناصفة. وجاء حزب الوسط «يش عتيد» (هناك مستقبل) بزعامة يئير لبيد الذي يرى نفسه منافساً لنتانياهو على تشكيل الحكومة المقبلة، ثانياً مع 21 مقعداً، أي بزيادة عشرة مقاعد عن تمثيله الحالي بعد أن تخطى «ليكود» في استطلاعات سابقة. وتأتي الزيادة أساساً على حساب حزب يسار الوسط «المعسكر الصهيوني» بقيادة إسحق هرتسوغ المتدهور من 24 مقعداً إلى 13 مقعداً في الاستطلاع. ويحصل حزب «ميرتس» اليساري على 6 مقاعد، فيما تحافظ القائمة العربية المشتركة على تمثيلها الحالي (13). وتعني هذه الأرقام، لو تحققت، أن أمام نتانياهو وحده الفرصة لتشكيل حكومة جديدة حيال انحسار قوة الوسط واليسار. إلى ذلك، أبدى 49 في المئة من المستطلعين (يهوداً وعرباً) رغبتهم في فوز مرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون بالرئاسة في مقابل 32 في المئة لدونالد ترامب. وجاء لافتاً أن ترامب يحظى بشعبية واسعة في أوساط مصوتي حزب المستوطنين «البيت اليهودي» (نحو 50 في المئة في مقابل 39 في المئة لكلينتون)، ولا تختلف النسبة كثيراً لدى مصوتي «ليكود». في المقابل، يؤيد 84 في المئة من مصوتي «المعسكر الصهيوني» انتخاب كلينتون في مقابل 7 في المئة فقط لترامب، فيما تبلغ النسبة لدى مصوتي حزب يمين الوسط «يش عتيد» 58 في المئة، في مقابل 23 في المئة لترامب.