تستعد البعثة الفلسطينية في المملكة المتحدة لإطلاق حملة واسعة في مناسبة مئوية «وعد بلفور» بهدف الضغط على الحكومة البريطانية لتقديم اعتذار رسمي الى الشعب الفلسطيني وتحمل مسؤوليتها التاريخية عن ذلك الوعد المشؤوم الذي منحت بموجبه اليهود وطناً قومياً لهم في فلسطين. وكان ملف «وعد بلفور» على طاولة اللقاء الذي أجراه وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي مع نظيره البريطاني بوريس جونسون الإثنين الماضي في لندن، وفي المشاورات التي يجريها السفير الفلسطيني في المملكة المتحدة مانويل حساسيان مع المسؤولين البريطانيين. ويرى الفلسطينيون أن «وعد بلفور» كان السبب الرئيس في إنشاء دولة إسرائيل رسمياً، وما نجم عن ذلك من اجتثاث الشعب الفلسطيني من أرضه وتشريده وتهجيره، لذلك يطالبون الحكومة البريطانية بالاعتراف بمسؤوليتها التاريخية والقانونية والأخلاقية عما لحق بالفلسطينيين والاعتذار عنه، وإلغاء هذا الوعد وإصدار آخر يتضمن الاعتراف بدولة فلسطين، كما يطالبونها بعدم المشاركة في الاحتفالات ب»مئوية بلفور». في هذا الصدد، أوضح السفير الفلسطيني في المملكة المتحدة ل «الحياة» أن «المطلوب من الحكومة البريطانية الاعتذار، وأن يكون الاعتذار مربوطاً ترابطاً عضوياً مع الاعتراف بالدولة الفلسطينية»، داعياً وزير الخارجية البريطاني الى تصحيح «وعد بلفور» من خلال إلغائه وإصدار وعد جديد باسمه، «وعد جونسون»، يتضمن الاعتراف بدولة فلسطين. وقال إنه بحث على مدى الأشهر الأربعة الماضية مع المسؤولين البريطانيين ما يسمونه «إحياء» ذكرى مئوية بلفور، وقال: «حتى الآن، يقول البريطانيون لنا إنهم لن يحتفلوا بمئوية بلفور بل سيحيون الذكرى، من دون تفسير ما يعنونه بذلك. سألناهم ماذا يعني إحياء الذكرى، لكن لم يجبنا أي مسؤول. سألت نيل كومتن و(وكيل وزارة الخارجية) سير سايمون ماكدونل وجونسون و(وزير المال) فيليب هاموند في اجتماعات مجلس السفراء العرب، ولم أحصل على إجابة. إنهم متخبطون ولا يعرفون ماذا سيفعلون. لكني أبلغتهم أنه، في حال إحياء هذه الذكرى، فسنطلق العنان لكل حملات التضامن مع فلسطين» من خلال تنظيم التظاهرات والتغطيات الإعلامية والمحاضرات ونشر إعلانات على الباصات وفي الصحف. وأوضح أن البعثة الفلسطينية في لندن تعمل بالتنسيق مع وزراة الخارجية الفلسطينية، مشيراً الى أن الناطقة الإعلامية باسم منظمة التحرير حنان عشرواي ومؤسسة «مفتاح» تقود الحملة بالتعاون مع بعثة لندن والسفارة الفلسطينية في ألمانيا، وبالتنسيق مع 25 مؤسسة ومنظمة مدنية في لندن. وأضاف أنه تم وضع استراتيجية مشتركة تشمل نشر إعلانات على الباصات وفي صحيفة «ميترو» الشعبية واسعة الانتشار، إضافة الى تنظيم تظاهرات ومحاضرات وحملات تضامن. ومن المقرر أن تنطلق الحملة رسمياً في 26 الشهر الجاري بمهرجان خطابي في لندن. وحسب بيان صادر عن البعثة الفلسطينية في لندن، فإن الحملة ستنطلق تحت شعار «صححوا وضع فلسطين» في مناسبة «مرور مئة عام على وعد بلفور، و70 عاماً على خطة التقسيم، و50 عاماً على الاحتلال، وعشرة أعوام على حصار غزة». على صلة، أطلقت منظمات المجتمع المدني الفلسطينية، وبدعم من الفصائل الفلسطينية، أول من امس حملة في «مئوية بلفور» في عدد من الدول حول العالم، بما فيها لندن وأدنبرة وبلفاست. كما جمع «مركز العودة» الفلسطيني في لندن، مئة ألف توقيع على مبادرة تدعو لندن الى تقديم اعتذار رسمي عن «وعد بلفور»، ما يفتح الطريق أمام إدراج هذه المبادرة على أجندة نقاشات البرلمان البريطاني.