شن نواب الأكثرية هجوماً على قوى 8 آذار على خلفية الاستقبال الذي أقامته للواء المتقاعد جميل السيد في مطار رفيق الحريري الدولي أول من أمس، في حين أفادت محطة «صوت لبنان» أمس عن تظاهرات شعبية تضامنية مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي في الشمال رداً على الهجوم الذي يشنه السيد عليه. واعتبر وزير الدولة جان أوغاسبيان أن استقبال قوى 8 آذار و «حزب الله» للسيد في المطار «استباحة واضحة وكاملة للمطار»، لافتاً إلى أنَّ «هذا يعني أن منطق السلاح لا يزال سائداً». ولفت في حديث الى «أخبار المستقبل» أمس، الى «توجه عام لخلق اضطرابات على المستوى السياسي» والى انه «قد تنتقل هذه المرحلة إلى مرحلة أخرى قد يكون عنوانها الاستيلاء على المؤسسات الشرعية»، معتبراً أنَّ السبب هو أن «المنطقة تشهد مفاوضات وهناك مسعى أميركي قد يأخذ سورية إلى المفاوضات الأمر الذي لا يريح إيران». وسأل: «هل يعتقد حزب الله أن ما يفعله هو رسالة إلى الخارج اعتباراً منه أن الخارج قد يؤثر على المحكمة الدولية ويفرمل القرار الظني». ورأى النائب محمد كبارة في مؤتمر صحافي أن «أعداء الحقيقة والعدالة، أي حزب إيران وملحقاته، أسقطوا الدولة اللبنانية تمهيداً لإسقاط المحكمة الدولية». وقال إن «من يتعرض لزعيم السنة أو مقام رئاسة مجلس الوزراء بالتهديد، سواء بيده أم بغيرها، سترد عليه الطائفة السنية بتهذيب لسانه ولن يكون التهذيب بيدها حتماً. من حقنا كقوى 14 آذار ومن يؤيدها من القوى الاستقلالية أن نعتبر أن مجرد محاولة إسقاط المحكمة الدولية والتصريح العلني بهذه النية، يجعلنا في حل من أي التزام آخر تضمنه البيان الوزاري للحكومة الحالية، وأول هذه الالتزامات ما يسمى بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، وكل من يعتبر أن المحكمة هي عدوة له فنحن نعتبره عدواً لنا». ودعا رئيس الحكومة سعد الحريري الى «الصمود في مقام رئاسة الحكومة والاستمرار في مواجهة مخطط إسقاط الدولة». وتوجه ل «من يهدد ب 7 أيار جديد»، قائلاً: «لا نهابه ولا نهاب أياراته. نتمنى ألا يحاول تكرار التجربة، ولكن إذا قرر أن يكررها فعليه وعلى أوليائه تحمل عواصفها الارتدادية، فلن نسمح لسلاح الغطرسة بأن يستهدفنا ونحن نتفرج، سنستهدفه في كل مكان»، وقال: «لمن يعتقد أنه سيسقط المحكمة إذا أوقف تمويلها في المجلس النيابي نقول: الاستقلاليون جاهزون لتمويلها لتستأصل سيف الاغتيال السياسي». وسَخِر عضو كتلة «المستقبل» النيابية خالد زهرمان من أن «الاستعراض الميليشيوي واستباحة أمن المطار الذي شهدناه أمس كان لشخص عائد للتو من محكمة وصفها الحزب بالأميركية والإسرائيلية». وشجب في تصريح له «الأبوة التي يحيطها حزب الله بالسيد بما يشكل تأييداً لاتهاماته ودعماً للانقلاب ولإهانة الرئيس الشهيد رفيق الحريري». الى ذلك، عقدت «كتلة نواب عكار» اجتماعاً في مركز «تيار المستقبل» في عكار، أصدرت على اثره بياناً أكدت فيه أن «مشروع الانقلاب هذا، هدفه طمس كل شعارات المرحلة السابقة منذ عام 2005»، مشيرين الى أن «حزب الله وأدواته وملحقاته الصغار تحولوا الى أبواق تتطاول على المقامات والرموز الوطنية، وتتهم القضاء وقوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات بكل الاتهامات الجوفاء». وسأل النواب: «متى كان جميل السيد رمزاً للقانون»، معتبرين أن «التمنطق بقوة السلاح والعبور فوق الدولة والإطاحة وبمؤسساتها مثلما شهدناه بالأمس في المطار يشكل عملاً ميليشيوياً وشكلاً من أشكال العصيان والتمرد اللا قانوني واللا أخلاقي بحق موقع رئاسي وقضائي، لقد انتقل حزب الله بأدائه الى حزب ميليشيوي بدل أن يكون حزباً مقاوماً».